مخططات صهيونية لمحو الهوية الإسلامية والعربية وتزوير التاريخ الفلسطيني من المناهج

الاحتلال يسعى لتشكيل العقول وتغيير الهوية وينبغي أن نكون صفًا واحدًا في مواجهتهم

  • 48
الفتح - وضع الحراسة على مدرسة فلسطينية

 حذرت وزارة شؤون القدس من مخطط سلطة الاحتلال الصهيوني فرض المناهج الإسرائيلية على المدارس في القدس المحتلة بالقوة، مؤكدة أن الاحتلال بعد فشله في إقناع المدارس والطلاب وأولياء الأمور بقبول المناهج الصهيونية التي تسعى لمحو كل ما له علاقة بالهوية الإسلامية العربية الفلسطينية؛ تسعى لتزوير التاريخ الفلسطيني وفرض مناهج تتبنى روايات إسرائيلية بالقوة، وأوضحت وزارة شؤون القدس أن الاحتلال يضغط ضد المدارس عبر سحب تراخيص العمل واشتراط إستصدار رخص جديدة، وأن رفض تطبيق المناهج الصهيونية في المدارس يواجهه الاحتلال بشطب المدارس.

وقالت الوزارة أنه ضمن سلسلة إجراءات احتلالية تستهدف هوية القدس وسكانها، قامت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية بسحب الترخيص الدائم من ست مدارس في القدس الشرقية، واعطتهم ترخيصًا لمدة سنة واحدة لإرغامهم على فرض المناهج الإسرائيلية على المدارس الفلسطينية في القدس بالقوة.

في ذلك الصدد، قال المهندس سامح بسيوني رئيس الهيئة العليا لحزب النور إن لجوء سلطات الاحتلال الصهيوني لفرض المناهج الإسرائيلية على المدارس في القدس المحتلة بالقوة هو في الحقيقة إعلان لفشلهم الذريع في فرض التطبيع على أبناء المسلمين في فلسطين، مضيفًا أنها خطوة تبين مدى البجاحة الصهيونية والمكر في حربهم المستمرة لطمس الهوية الاسلامية والعربية عند أجيال فلسطين المتتالية. 

وأوضح رئيس الهيئة العليا لحزب النور في تصريحات لـ"الفتح"، أنه بعد فشل لحكومة الاحتلال في إقناع المدارس والطلاب وأولياء الأمور بقبول مناهج اليهود وتزويرهم للتاريخ والعبث من أجل محو الهوية الفلسطينية الإسلامية فإنها تحاول الآن فرضه بالقوة أو على أقل تقدير اعتماد مناهج تتبنى الافكار والرؤى اليهودية الهادمة للهوية الاسلامية العربية الفلسطينية، وذلك عبر سحب تراخيصها والاشتراط لإعادة التراخيص لها أن تقوم المدارس بشطب كل ما له علاقة بالهوية الاسلامية والعربية في المناهج التعليمية الفلسطينية.

وأكد بسيوني أن سحب تراخيص المدارس وإجبارها على تغير المناهج انتهاك خطير لكل قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد أن مدينة القدس محتلة وجزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية ، بل يعد بجاحة متناهية وتحدي واضح يحتاج إلى تحرك عربي ودولي موحد لوقف هذه الضغوط العنصرية مع دعم واضح من جامعة الدول العربية ومنظمة العالم الاسلامي لفلسطين ومدارسها ومعلميها ثقافيًا ومعنويًا وماديًا حتى لا يقع البعض فيما يخطط له الانقلاب عبر الإغراءات أو خوفًا من تلك التهديدات.

وشدد بسيوني على أن هذا لا يتأتى إلا إن كان الجميع صفًا واحدًا في مواجهة هذه المحاولات الإسرائيلية التي هي واحدة من سلسلة الإجراءات الاحتلالية التي تستهدف هوية القدس وسكانها -في صورة إحتلال ثقافي- مثلها مثل ما يحدث من استيطان ومصادرة الأراضي وهدم واستيلاء على المنازل والاعتقالات والملاحقات والاعتداء على المقدسات.

وقال المهندس أحمد الشحات الباحث في الشئون السياسية، ورئيس حزب النور للشئون السياسية، إن قضية ضغط الاحتلال الصهيوني على تغيير هوية التعليم الفلسطيني هي قضية توضح لنا بجلاء أهمية المسار الفكري في المواجهة مع الأعداء عامًة ومع العدو الصهيوني خاصًة.

وأكد الباحث في الشئون السياسية في تصريحات لـ"الفتح"، أن العدو الصهيوني رغم ما يمتلكه من ترسانة عسكرية وألة مسلحة تقوم بقتل الفلسطينيين والتنكيل بهم، إلا أنه لم يغلق المسار الأخر وهو مسار تشكيل العقول ومخطط تغيير الهوية ومحاولة خلق جيل يتسم بالتبعية والخنوع ويسهل الهيمنة عليه، مضيفًا: "الحقيقة هذه هي المعركة الكبرى والمعركة المسلحة ليست هي الفاصلة وليست هي ما يؤرق العدو بالدرجة الكبيرة رغم أنها مهمة.

وأشار الباحث إلى أن ما يؤرق العدو الصهيوني هو الوعي الصحيح والعقيدة السليمة وأن يتربى الأطفال على أن هذا هو العدو الذي يعادي الدين ويغتصب الأرض، مشيرًا إلى أن هذا هو الميدان الاول لنا في معركتنا مع الاحتلال الصهيوني.

وشدد الشحات على أننا لو هُزمنا في هذه المعركة بالإضافة إلى هزيمتنا في النواحي المادية والعسكرية فبلا شك ستكون الخسارة مضاعفة، لافتًا إلى أن النواحي العسكرية والكبوة العسكرية أو الفجوة العلمية والتقنية يمكن النهوض منها سريعًا أما الانهيار الفكري والتربوي والمنهجي والعقدي فيستمر ربما قرون من الزمان، منوهًا أن هذا الأمر لابد أن يحفزنا في المقابل على أن نبذل كل ما في وسعنا من أسلحة فكرية واستخدام سلاح الوعي وتنشئة أجيال على العهد وعلى العقيدة السليمة.

وأردف الباحث أن الكيان الصهيوني رغم قبته الحديدية ورغم أسلحته النووية، إلا أن أطفال الحجارة يزعجونه أيما إزعاج، مضيفًا أن الاحتلال يريد من أطفال الحجارة أن يحملوا أغصان الزيتون إلى أعدائهم ويحتفل معهم في أعيادهم ويبادلونهم التهنئات والتبريكات هذا هو ما يطمح اليه، لافتًا إلى أنه عندما يصل الاحتلال إلى ذلك لا قدر الله لن يحتاج الى أن يطلق رصاصة واحدة.

وقال إن قضية أطفال الحجارة قضية ربما ننظر إليها بطريقة فيها قدر من التهوين من شأنها ومن أثارها إلا أنها قضية مزعجة ومؤرقة للاحتلال لدرجة كبيرة وهو يسعى من خلال هذه الوسائل إلى أن تزول هذه الظاهرة وهي الاطفال الذين يربون على المعرفة حقيقة الأعداء، مضيفًا أن الاحتلال يسعى أن تتم تربية هؤلاء الأطفال على الخنوع وعلى التبعية المذلة. 

ونصح الشحات بضرورة أن نكون نحن أكثر يقظة في هذا الجانب وأكثر حرصًا على ألا تموت القضية في قلوب المسلمين صغارًا وكبارًا، سواء كانوا فلسطينيين أو غيرهم وهذا التحدي لو نجحنا فيه فستظل المعركة حمية الوطيس وإن كانت الكفة في أحيان كثيرة أو دائما ترجح عندهم ولكن قضية الوعي ما دامت باقية ستظل القضية حية.

وقال الدكتور وائل سمير عضو الهيئة العليا لحزب النور، إنه بلاشك هذا التصرف الإحتلالي من السلطة اليهودية والذي يسعى إلى فرض صور الهيمنة الفكرية والعقائدية في حين يصدر صورة الوسطية للدول التي يطالبها بالتطبيع معه مضيفًا أن هذا يكشف حقيقة التطبيع مع هذا الكيان العنصري والخبيث والمزروع داخل الوطن الإسلامي والعربي

وأكد عضو الهيئة العليا لحزب النور في تصريحات لـ"الفتح"، أنه بعد كل جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية كبارها وصغارها، فإن أي محاولات للتطبيع معه هي خيانة لهذا الدين وللوطن على حد سواء.