تمام القدوة.. كاتب: خير مَن يتأسى به الإنسان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم

  • 24
الفتح - محمد صلى الله عليه وسلم

قال جمال فتح الله عبدالهادي الكاتب والداعية الإسلامي، إن التأسي من الفِطْرَة التي فَطَر اللهُ الناسَ عليها؛ ولهذا تجدُ أكثر الناس يتأسون ببعضهم ويحاولون تقليد غيرهم، مؤكدًا أن خير مَن يُتأسَّى به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الناس، وفي كرمة ووفائه، وسعة صدرة.

وأوضح الكاتب في مقال له نشرته الفتح، أنه قد قَسَّم العلماء أعمال النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبلية وشرعية، وقد ذكر ربنا تبارك وتعالى في أكثر من آية في كتابه هذا المعنى، كما قال عز وجل: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا"، وقال في حق النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما ذكر ثمانية عشر نبيًّا في سياقٍ واحدٍ: "أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدِه".

وتابع الكاتب: "وسُئِل سفيان الثوري والإمام أحمد رحمهما الله عن التأسي فقالا: "عليك بمن مات؛ فإن الحيَّ لا تؤمَن عليه الفتنة، كل هذا يدلنا على أن التأسي خُلُقٌ خَلَق اللهُ عز وجل الناسَ عليه؛ فانظر بمَن تتأسَّى؛ أبالذي استخرج الله عز وجل مِن قلبه مضغة الشيطان؛ فليس للشيطان في قلبه حظٌّ، وهو النبي صلى الله عليه وسلم أم بمَن دونه؟!.

وشدد فتح الله أن الذي يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان: الأول: لمن كان يرجو الله واليوم الآخر. الثاني: وذكر الله كثيرًا، كما قال الله تعالى: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا"؛ فقد جعل الله تبارك وتعالى من رسول الله الأسوة والقدوة ليحتذي به الخلق في أقواله وأفعاله، وجميع ما جاء به صلى الله عليه وسلم.

قال ابن كثير رحمه الله: "هذه الآية أصل كبير في التأسي برسول الله"، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "مَن كان متأسيًا؛ فليتأس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، وأقومها هديًا، وأحسنها حالًا؛ قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم؛ فإنهم كانوا على الهدى المستقيم".