مؤتمر المناخ.. رئيس عليا النور: الشريعة الإسلامية حذرت من خطورة الإضرار بالأرض والبيئة

  • 74
الفتح - المهندس سامح بسيوني رئيس الهيئة العليا لحزب النور

قال المهندس سامح بسيوني رئيس الهيئة العليا لحزب النور، إنه لا شك أن للتغيرات المناخية مخاطر كثيرة على البشرية، وأن مظاهر التغيرات البيئية؛ مثل: ارتفاع درجات الحرارة وظاهرة الاحتباس الحراري، وذوبان الجبال الجليدية القطبية، وارتفاع منسوب البحار والمحيطات وارتفاع نسب ثاني أكسيد الكربون في الجو، لها بلا شك تأثير مباشر على التوازن البيئي الذي يؤثر بلا شك على الحراك الاجتماعي والاقتصادي للبشرية.

وأوضح المهندس سامح بسيوني في مقال له أن الشريعة الإسلامية –الصالحة لكل زمان ومكان– جاءت بالتحذير من خطورة مثل هذا الإضرار في الأرض والذي يؤثر على المجتمعات البشرية نتيجة إهمال الاهتمام بآثار تغيرات المناخ الحالية، وذلك تحت مفهوم القاعدة الشرعية الكلية "لا ضرر ولا ضرار" والتي هي من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، فُـ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  قَالَ« لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ، مَنْ ضَارَّ ضَارَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ شَاقَّ شَقَّ اللَّهُ عَلَيْهِ».

وتابع: "فهذا الحديث مع قصر ألفاظه واختصار كلماته إلا أنه يشتمل على قواعد هامة وليس على قاعدة واحدة، ويبيّن السياج المحكم الذي بنته الشريعة الإسلامية لضمان مصالح الناس في العاجل والآجل".

وأضاف بسيوني أن الحديث يحتوي على تحريم سائر أنواع الضرر، ما قل منها وما كثر، بلفظ بليغ وجيز ومن تلك القواعد:

1- تحريم الضرر بالنفس وذلك بإلقائها في المخاطر، أو ارتكاب المحرمات.

2- النهي عن إلحاق الضرر بالآخرين.

3- اجتناب سائر المضرات في النفس والمال والأهل والعِرض.

4- منع الضرر قبل وقوعه، ورفعه بعد وقوعه؛ فالقاعدة المتفق عليها عند الفقهاء بناء على ذلك: إزالة الضرر، أو الضرر يزال.

5- كل أمر كان فيه ضرر محقق، فيحرم شرعًا.

6- كل أمر جاءت الشريعة الإسلامية بمنعه ففيه ضرر؛ علمه من علمه وجهله من جهله، وكل أحكام الإسلام الشرعية وتكاليفها المأمور بها لا ضرر فيها.

وشدد بسيوني على أن نظرة الإسلام للضرر المرفوع تشمل الضرر الذى يلحق بالغير كأفراد، ويلحق أيضا بالمجموع كالمجتمعات، ويشمل أيضا دفع الضرر عن الذات، لذا سنجد دائما أن ما يستجد من المفاسد في هذا العالم المتغير نتيجة تلك السلوكيات الإنسانية الخاطئة؛ والتي منها تلك السلوكيات المسببة لتغيرات المناخ الضارة بالبشرية، سيكون قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم «لا ضرر ولا ضرار» هو العمدة لتحريمها وتأصيل حكم الله فيها.

وأكد أن التعامل مع البيئة في الشريعة الإسلامية ينبغي أن يكون وفق مراد الله بلا ضرر ولا إضرار بالبشر ولا تَعدٍّ مفسد للحياة، وقد بين الله عزوجل ذلك في كتابه محذرا من عموم الفساد في الأرض في قوله تعالى: ﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كنتم مؤمنين ﴾

وأشار إلى أنه لا عجب أن نرى أيضا أن التراث الإسلامي قد مُلئ بجهود علماء الإسلام في مراعاة البيئة والمحافظة عليها من التلوث والفساد، بل وفي دراسة عناصر الكون المختلفة وذلك في مؤلفات مستقلة لتنمية الوعي البيئي، وتفسير الظواهر الطبيعية ومعالجة ظواهر كونية، أو بيئية، لا يتصور كل من يتجرأ على التراث أنها فيه.