"عيد الأنوار".. الأخطر على الأقصى بوجود اليمين المتطرف

  • 43
الفتح - قتحامات الأقصى

توقع محللون سياسيون ومراقبون أن تنفيذ المستوطنين اقتحامات كبيرة واسعة مع ممارسة طقوس تلمودية داخل باحات المسجد الأقصى خلال ما يسمى عيد الانوار اليهودي "الحانوكا" قد يجر إلى التصعيد مثل ما حدث خلال معركة سيف القدس.


وأكد المراقبون على أن اقتحام الأقصى خلال هذا العيد قد يأخذ طابعًا جديدًا خاصة مع تولي المتطرف ايتمار بن غفير وزارة الأمن الداخلي واعلانه منذ أيام نيته اقتحام الأقصى في هذه المناسبة بالتحديد.


وتستعد جماعات الهيكل لإحياء ما يسمى "عيد الحانوكا" اليهودي في المسجد الأقصى، الذي يبدأ من 18 حتى 26 ديسمبر 2022، يتخلله محاولات لإضاءة شمعدان "، وسط دعوات فلسطينية لمواجهة مخططات التهويد الخطيرة.


ويعد هذا العيد بحسب الموروث اليهودي من أكثر الأعياد ارتباطًا بالهيكل المزعوم، لذلك فهو من أكثر الأعياد والمواسم اليهودية ربطًا بالأقصى من ناحية القصة والرواية التوراتية حيث يعيد اليهود بهذا العيد "إحياء ذكرى تدشين وبناء الهيكل الثاني المزعوم"، وأما من الناحية السياسة فإن حكومة الاحتلال الجديدة ستستغل هذا العيد للاستمرار بمشروعها التهويدي في المسجد الأقصى واستعراض قوتها وقدرتها على تغيير واقع المسجد.


ويسعى المستوطنون خلال فترة الأعياد اليهودية إلى الحشد بشكل كبير في المسجد الأقصى، مع تكثيف عمليات الاقتحام، ومحاولة إضاءة الشمعدان داخل الأقصى، إلى جانب تنفيذ استفزازات داخل باحات المسجد تستمر لمدة ثمانية أيام.

 

وبالتزامن مع ذلك، كشفت وسائل إعلام عبرية، عن رسالة شديدة اللهجة أرسلتها المقاومة إلى الوسيط المصري، عقب التقارير العبرية التي تحدثت عن استعداد الاحتلال للاعتداء على المسجد الأقصى وأهالي الشيخ جراح وأهالي النقب.


وبحسب الإعلام العبري، فإن المقاومة أبلغت الوسطاء أن أي اعتداء بحق المسجد الأقصى وأهالي الشيخ جراح واهالي النقب سيقابل بتدخل عسكري فوري مهما كلف ذلك من ثمن في ضوء الحكومة الصهيونية المرتقبة وقراراتها بحق شعبنا.


وذكرت صحيفة "هآرتس" أن عضو الكنيست الكهاني المتطرف، إيتمار بن غفير، المرشح لتولي حقيبة وزير "الأمن القومي" (وفق المسمى الجديد لوزارة الأمن الداخلي)، يعتزم تغيير قواعد وترتيبات اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، بحيث يسمح لهم بإقامة الصلوات والشعائر التوراتية في باحات الأقصى بشكل علني دون أن تتخذ ضدهم أي إجراءات تذكر.


تصعيد محتمل

المحلل والكاتب السياسي نهاد أبو غوش توقع أن تؤدي اقتحامات جماعات المستوطنين للمسجد الأقصى خلال أيام ما يسمى عيد "الأنوار اليهودي" "حانوكا" للتصعيد في المنطقة، في حال تم ارتكاب انتهاكات جسيمة بالأقصى واعتداءات على المرابطين.

 

وقال "أبو غوش": إن التصعيد في المسجد الاقصى دائما كان يجر إلى تصعيد في مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة"، مضيفا "بسبب اقتحامات الأقصى والانتهاكات في مدينة القدس، حدثت معركة سيف القدس والانتفاضة الثانية وانتفاضة النفق، وكثير من الانتفاضات التي سجلت على مدار التاريخ الفلسطيني".

 

وأشار إلى أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة عملت على إحداث تغييرات نوعية، من خلال زيادة عدد المقتحمين من العشرات لمئات ثم آلاف، كذلك سمحت للمستوطنين بحرية الزيارة ثم حرية العبادة، لافتا إلى أنهم يطورون مخططاتهم من الجانب العملي حسب ردود الفعل الفلسطينية.

 

ورأى أن اقتحام جماعات المستوطنين للمسجد الأقصى خلال أيام ما يسمى عيد "الأنوار اليهودي" هو فرصة أمامهم وأمام حكومة الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ مخططاتهم التهويدية.

 

وأكد أن حكومة الاحتلال تدعم الاقتحامات للمسجد الأقصى، فهي تحاول مع جماعات المستوطنين استغلال كل مناسبة دينية وقومية لتهويد المسجد الأقصى وفرض التقسيم الزماني والمكاني، وإثبات أنه مكان مقدس لهم وليس للمسلمين فقط.

 

ولفت النظر إلى أن جماعات الهيكل تعد عيد الأنوار (حانوكا) مناسبة إضافية لتأكيد وجودها في المسجد الأقصى المبارك عبر الاقتحامات الشديدة والكبيرة التي تحاول من خلالها تغيير الوضع القائم فيه، من خلال إقامة صلوات محددة وخاصة بهذا العيد".


وشدد على أنه من أجل الاستعداد للسيناريو الأكثر احتمالية، وهو ارتكاب اعتداءات ضد المرابطين وحدوث مواجهات، أن يعمل الكل الفلسطيني على توحيد أدواته ومواقفه، واستغلال الأحداث لنصرة الأقصى عالميا على المستوى الدولي والقانوني والدبلوماسي وغيره، وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

  • كلمات دليلية
  • فلسطين المحتلة
  • الابلاغ عن خطأ