عميد بالأزهر: مصطلح "الفتنة الطائفية" لم يظهر إلا بظهور التيار العلماني

لابد من الأخذ على أيدي عصابة مدعي التنوير حسما لفتنهم وتحريشهم وعمالتهم

  • 50
الفتح - محمد عمر القاضي

أكد الدكتور محمد عمر القاضي، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج، على أنه لم تظهر مقولة "الفتنة الطائفية"، وهذه النغمة النشاز، وهذه العبارة الخبيثة، التي تبعث الإحن والأحقاد، وتثير الاضطرابات والقلاقل، إلا منذ ظهور الاتجاه العلماني، وتيارات الانحلال والتفسخ، وتفشي الإلحاد.

وقال "القاضي": ظهر في المقابل اتجاه التشدد والتزمت، ووجدت التيارات والجماعات الإرهابية أرضا خصبة، وقبولا بين الناس الذين كرهوا الجراءة على الله تعالى، والتطاول على الأنبياء والرسالات، والحرب علي الأديان وخصوصا الإسلام؛ فاحتضنوا هذه التيارات وعاونوها، كيدا في العلمانيين، واللادينيين، ودعاة العهر والفجور، وحماة التعري والسفور، المتجرئين على الحشمة ومكارم الأخلاق التي جاءت بها الأديان السماوية، والساعين لهدمها.

وأشار إلى أنه قد ضاع في أثناء ذلك الصوت المعتدل السوي، والتيار الإسلامي الوسطى، والذي كان يمثل الكثرة الكاثرة والسواد الأعظم في جماهير الناس، وتاه بين ضجيج التيارين الأولين وصراخهما، وضل طريقه إلي أذان الناس وقلوبهم، مؤكدًا على أنه هنا وجد الأعداء أن غراسهم قد أتت ثمرته، وأن زرعهم استحصد وبلغ نهيه، وتيقن من يريدون خراب الديار أن فرصتهم الذهبية -والتي يعملون لها من عقود - قد جاء أوانها وحان وقتها؛ فأثاروا هذه القضايا، وأخرجوا الحيات من الخبايا، وأمروا غربانهم بالنعيق، وضفادعهم بالنقيق، وجاوبهم البلهاء والسفهاء والجهلاء والحمقى، من كل طرف؛ فرأينا مثار النقع فوق الرؤوس، والدخان الأسود قد سد الأفق، وغطت الشبورة الجو ،حتى ما يبصر السائر أمامه، ولا يرى الماشي موضع أقدامه.

وأوضح عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج، أنه لولا لطف الله وحفظه لهذه البلاد ؛لضاعت كما ضاع غيرها، ولهلكت وأفلت شمسها، لكن الله حافظ لها. وإن لم نأخذ علي يدي هذه العصابة، التي تدعي التنوير، وتخوض في كل شيء بزعم الحرية، وتريد إرضاء أسيادهم من وراء الأكمة، وتعمل لهم بإثارة الشائعات وتحريك الفتن ،والتحريش بين أصحاب الوطن الواحد، وأبناء البلد المستقرين، فستكون العواقب غير محمودة، والنتائج وخيمة، وهذه مهمة ولاة الأمر، كبح جماح هؤلاء الضالين المضلين والفاسدين المفسدين، وأدلة عمالتهم صارت معروفة ومشاهدة لكل الناس، اللهم قد بلغنا، وهذا ما نملكه.