بعد استئناف المعارك في أوكرانيا.. خبراء: الدعم الغربي لكييف يطيل أمد الحرب والهزيمة ليست خيارًا لموسكو

  • 29
الفتح - أوكرانيا

بعد هدنة مؤقتة نهاية العام الماضي أعلنت عنها موسكو، عاد القتال في عدة مدن أوكرانية خاصةً في إقليم دونباس، وسيطرت روسيا بعد قصف شديد ومتتالٍ لعدة أيام على مدينة سوليدار الاستراتيجية في محور باخموت بمنطقة دونيتسك، التي تتميز بكثرة مناجم الملح، وتسعى موسكو للسيطرة على منطقة باخموت لتسيطر على كامل الساحل الجنوبي للبحر الأسود، كما قطعت روسيا اتصالات وإمدادات القوات الأوكرانية بين سيفرسك وأرتيموفسك بعد السيطرة على سوليدار، وتكثف روسيا القصف والهجوم بشكل مغاير عن استراتيجية روسيا الهادئة نهاية العام الماضي.

ووسط توقعات بسيطرة قريبة على منطقة باخموت، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن دعم الغرب لكييف بالسلاح لن يزيد إلا معاناة الأوكرانيين، كما شددت روسيا على أن تدريب واشنطن لأوكرانيا على صواريخ باتريوت تورط مباشر في الحرب لن تصمت موسكو عليه، في الوقت الذي يطالب الرئيس الأوكراني زيلينسكي الغرب بمزيد من الأسلحة الثقيلة لمواجهة قصف روسيا لمحطات الطاقة والبنية التحتية والمنشآت الصناعية وكان آخرها إطلاق صواريخ على مدينة دنيبرو، وتجمعات القوات الروسية بأسلحتها الثقيلة في إقليم دونباس.

وفي ذلك السياق، قال السفير أحمد القويسني مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن سياسة روسيا واضحة فلا تملك إلا الانتصار على أوكرانيا أو ضم شرق كييف بشكل كامل حتى ولو بعد فترة زمنية طويلة وبخسائر أكبر، مضيفًا أن المساعدات الغربية لكييف ستطيل أمد الحرب.

وأوضح مساعد وزير الخارجية في تصريحات لـ "الفتح"، أن المعركة بين روسيا وبين المعسكر الغربي أمريكا وأوروبا وليس أوكرانيا وحدها مما سيزيد من معاناة وأضرار الطرف الخاسر، مشيرًا إلى أن موسكو باتت تخوض الحرب باستراتيجية مختلفة، ولم تعد تُلقي بكامل ثقلها من الجنود والعتاد، وأضحت تعتمد على الصواريخ والمسيرات بشكل أكبر، وأن صواريخ هيمارس وأنظمة باتريوت والمسيرات ودعم الغرب تؤخر تقدم موسكو.

وقال غريب أبو الحسن عضو الهيئة العليا والمجلس الرئاسي لحزب النور والباحث في علوم الإدارة، إن ما يحدث في كييف حلقة من حلقات الصراع وجولة من جولات عض الأصابع بين روسيا والدول الغربية خاصةً في ظل استمرار الدعم العسكري والمادي الغربي لكييف.

ويؤكد المهندس أحمد الشحات مساعد رئيس حزب النور للشئون السياسية، والباحث في الشئون السياسية، أن الحرب الروسية الأكرانية من الحروب التي تعتمد على سياسة النفس الطويل وليس من الممكن أن تحسم من جولة واحدة.

وأضاف أن روسيا بما لديها من ترسانة عسكرية وقدرات على الحرب الطويلة تستطيع الاستمرار، أما أوكرانيا فتبقى قدرتها على مواصلة المقاومة مرهونة بتلقي الدعم الغربي، وبالتالي فإن الأكثر قدرة على دفع الضريبة الاقتصادية هو من سينتصر في النهاية.