محذرا من موالاة قتلة الأنبياء.. "برهامي": حب اليهود أهلك رأس المنافقين ابن سلول

المسجد الأقصى أسس على الإيمان.. ولا حق لليهود في القدس ولا يمكن لمسلم أن يعترف بأنها عاصمتهم الأبدية كما يزعمون

  • 198
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

حذر الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، من حب اليهود وموالاتهم، وضرب مثالًا على ذلك بحب كبير المنافقين عبد الله بن أبي ابن سلول لليهود، حتى وقت وفاته قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أهلكك حبُّ اليهود!"؛ لأن اليهود أرادوا تنصيبه ومنحه الحكم، ولكن منعهم الله -عز وجل- ببعثة النبي وهجرته.

وقال"برهامي" -خلال كلمته بالندوة الكبرى للدعوة السلفية بعنوان "نحن والأقصى واليهود"، مساء الثلاثاء-: إن قول الله عز وجل {وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَهَٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَٰنِهِمْ ۙ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ۚ حَبِطَتْ أَعْمَٰلُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَٰسِرِينَ} [المائدة: 53]، يوضح أن المؤمنين حقًا يتعجبون ممن يقسمون بالله ويغلظون قسمهم بأنواع التأكيدات أنهم مسلمون ثم تراهم يحزنون على قتل اليهود، ويتألمون لحالهم، بل ويحبونهم ويوالونهم ويدافعون عنهم. 

وأوضح أن اليهود ملعونين وهم قتلة الأنبياء والمرسلين، بقول  الله -عزوجل- {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [المائدة: 78]، فيُخبر تعالى أنَّه لعن الكافرين من بني إسرائيل من دهرٍ طويلٍ فيما أنزله على داود نبيه، وعلى لسان عيسى ابن مريم؛ بسبب عصيانهم لله واعتدائهم على خلقه، ثم بين  الله -عز وجل- حالهم {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 79]، أي: كان لا ينهى أحدٌ منهم أحدًا عن ارتكاب المآثم والمحارم، ثم ذمَّهم على ذلك؛ ليُحذر أن يُرتكب مثل الذي ارتكبوه، وما زالوا إلى الآن هكذا حتى في أحداث القدس الأخيرة جاءهم القتل وهم لاهون في الاحتفالات بالمآثم.

وأكد "برهامي" أن اليهود يكرهون المسلمين أشد الكره؛ داعيا إلى تأمل قول الله عز وجل: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة: 82]، فتجدهم دائمًا ضد المسلمين، مع الهندوس هم ضد المسلمين، مع أي فصيل هم ضد المسلمين، مشيرا إلى أن المسجد الأقصى أسس على الإيمان بالله وبرسول الله، وورد ذلك في قول الله عز وجل: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1]، وقوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ} [البقرة: 143].

وقال: نحن على يقين أن المسجد الأقصى إسلامي، ولكن دنسه اليهود، فنزع منهم مرتين بقول الله -عز وجل-: {وَقَضَيْنَا إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً} [الإسراء: 4]، أي تقدمنا وعهدنا إليهم وأخبرناهم في كتابهم أنهم لا بد أن يقع منهم إفساد في الأرض مرتين، بعمل المعاصي والبطر لنعم الله والعلو في الأرض والتكبر فيها، وأنه إذا وقع واحدة منهما سلط الله عليهم الأعداء وانتقم منهم وهذا تحذير لهم وإنذار لعلهم يرجعون فيتذكرون.

وعدد نائب رئيس الدعوة السلفية، بعض الأفضال التي وردت في المسجد الأقصى؛ ففي الحديث: "لمَّا فرغَ سُلَيْمانُ بنُ داودَ من بناءِ بيتِ المقدِسِ سألَ اللَّهَ ثلاثًا حُكْمًا يصادفُ حُكْمَهُ وملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدِهِ وألَّا يأتيَ هذا المسجدَ أحدٌ لا يريدُ إلَّا الصَّلاةَ فيهِ إلَّا خرجَ من ذنوبِهِ كيومِ ولدتْهُ أمُّهُ فقالَ النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- أمَّا اثنتانِ فقد أُعْطيَهُما وأرجو أن يكون قد أعطى الثالثة" [صحيح ابن ماجه]، وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى" [صحيح البخاري]؛ فالمسلمون يعتقدون أن المسجد الأقصى والقدس إسلامية، ولا يمكن أن نعترف بحق اليهود في عاصمة لهم، فالمسجد الأقصى أسس على الإيمان.