خطط التطبيع تتهاوى.. تفاعل الشباب بأحداث فلسطين يحيي القضية من جديد.. واستمرار الوعي ضرورة

  • 23
الفتح - أرشيفية

مع تصاعد الأحداث الجارية أصبح الجميع متابعًا ومهتمًا بما يحدث على الأراضي الفلسطينية، وها هم الشباب الذين كنا نخشى عليهم التغريب والاختراق الثقافي، يعربون عن تضامنهم ليعلنوا أن القضية الفلسطينية حية في قلوبهم، لدرجة أنهم تجاهلوا المباراة الأكثر شهرة – والتي بين أكبر فريقين في العالم– من أجل متابعة أحداث فلسطين.

وأظهر تضامن الشباب ودعمهم للقضية الفلسطينية الوعي الذي أصبحوا يمتلكونه حيال القضايا الاجتماعية والسياسية المهمة، بما يستدعي الاستمرار في جهود الحفاظ على وعي الأجيال الصاعدة، وفق خبراء.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور وائل سمير، الكاتب والداعية الإسلامي، إن إحدى فوائد الأحداث الجارية على الساحة الفلسطينية تحويل بوصلة الشباب من الانشغال بالتفاهات إلى الانشغال بالأمور العظيمة والمهمة، موضحًا أن ذلك يكون مصداقًا لقول الله تعالى "لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم"، مؤكدًا أنه في طيات المحن تتولد وتولد المنح، ومن ذلك أن يعود الشباب إلى دين الله عز وجل وأن تحيا هذه القضية في قلوبهم.

وأكد سمير في تصريحات لـ "الفتح" أن من فوائد ما حدث أن يكون انشغال الشباب بالأمور العظيمة وبالأمور المهمة وليس بالتفاهات، فضلا أن الأحداث ساعدت في تهدم خطط الغرب للتطبيع مع العدو اليهودي الذي كان يظن أن العلاقة بينه وبين الشباب والأجيال الصاعدة ستكون علاقة ود ومحبة، بل عاد الشباب إلى كتاب الله ليعرفوا من هم اليهود ومن هم أعداؤهم على الحقيقة، وليكتشفوا طباعهم من الغدر والقتل والخيانة، ويفضح الله تعالى أمرهم، منوهًا بأن هذه من سنة الله عز وجل التي كتبها أن فضح الأعداء بالسنن الشرعية بكتاب الله وبالسنن الكونية التي نبأنا الله تعالى ونبأنا الرسول صلى الله عليه وسلم بها.

تابع: شتان بين من يقف يتابع قضايا دينه وبين من هو حاضر أمام المباريات أو أمام الملتقيات والندوات التي تفتتح هنا وهناك، مؤكدًا أن همة الشباب يجب أن تعود إلى كتاب الله عز وجل وإلى دينهم.

وعن عودة الوعي لدى بعض الشباب بقضايا الأمة، أوضح سمير أن هذا يدل على أن في هذه الأمة خيرًا بفضل الله عز وجل، وأنه لا يزال في قلوب الشباب كثير من النور لكنهم يحتاجون إلى من يأخذ بأيديهم وينفض الغبار عن قلوبهم ليعودوا إلى دين الله عز وجل، موضحًا أن هذه القضايا يتولد من خلالها النور ويتم بها إزالة هذا الغبار وهذه الضبابية من على قلوب الشباب وتنكشف الغمة. 

وشدد الكاتب والداعية الإسلامي إلى أهمية أن يعود الشباب إلى معاني الإيمان ومعاني الولاء والبراء، ومن بينها الولاء للمؤمنين والبراءة من الأعداء ومن الكفر، وكذلك العودة إلى معاني محبة دين الله عز وجل ونصرة المسلمين، وفهم حقيقة الدنيا وما فيها من الغرور وما فيها من الفتن حتى ينكشف زيغ الشيطان ووساوسه ويظهر أهل الإيمان وينكشف أعداء الله من المنافقين وغيرهم، مشيرًا إلى أن كل هذه المعاني جرفها لنا طوفان الأقصى وأيقظها في قلوب شبابه.

ووجه سمير نصيحة لشباب الأمة وللدول أصحاب القرارات والتنفيذ فيها ألا يكونوا معول هدم للأمة من خلال المواسم الفنية والترف والملهيات، موضحًا أنه يجب على الجميع إذا انشغلت الأمة بسياسيها وعسكريها بقضايا الأمة فلا نكون نحن معول هدم لهم من خلال المواسم التي يشغلون بها الشباب بالألعاب وبالغناء وبالكرة، متسائلًا أما آن لنا أن نستفيق منها أما آن لهذه الدول أن تتحرر من هذه التبعية ومن تبعية الغرب والشيطان؟

فيما قال عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الأسبق، إن القضية الفلسطينية أصبحت هي القضية التي تشغل بال الدنيا بأكملها، فهؤلاء الفلسطينيين طردهم اليهود منذ عام 1948 أي من حوالي خمسة وسبعين سنة، وهم مشتتون في بقاع الأرض إلا البقية الباقية الصامدة الموجود على أرض فلسطين. 

ونوه في تصريحات لـ "الفتح" إلى أن أرض فلسطين هي أرض المحشر وهي الأرض المقدسة وهي الأرض التي بني فيها المسجد الأقصى، وأرض فلسطين التي قال عنها ربنا: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله"، مؤكدًا أن فلسطين ليست قضية شعب وإنما هي قضية أمة. 

وقال الأطرش إن كان البعض تخاذل في هذه القضية الآن؛ فإن من المحتوم أن تعود الأمور إلى نصابها ويتم نصرة القضية، خاصة في ظل ما حدث من اليهود في هذه الأيام من جرائم شنعاء لا يقبلها عقل ولا دين ولا شرع ولا يقبلها الكافر نفسه، مؤكدًا أن لا أحد يقبل هذه المذابح التي يذبح فيها الأطفال كذبح الطيور ويقتل فيها النساء ويقتل فيها الشيوخ، فبيت المقدس ليس ملكًا لفلسطين وإنما هو ملك للعالم الإسلامي بأكمله؛ فالله سبحانه وتعالى قال "الذي باركنا حوله" ولم يقل أرض مسجد فلسطين، وعلى العرب جمعاء في شتى بقاع العالم أن يهبوا للدفاع عن بيت المقدس وعن أهل بيت المقدس.

وشدد رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الأسبق على أن أهل بيت المقدس وأهل فلسطين هؤلاء هم الأبطال حقا، ربط الله على قلوبهم وأيدهم بنصر من عنده وثبت أقدامهم وخذل عدوهم، سائلًا الله سبحانه وتعالى أن يجمع قلوب الحكام العرب والمسلمين جميعًا على قلب رجل واحد حتى يستطيعوا أن يتخذوا قرارًا ضد هؤلاء الصهاينة أهل الغدر وأهل الخيانة الذين قالوا عن الله "إن الله فقير ونحن أغنياء"، وقالوا عن الله جل في علاه: " يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا".