أتوبيس رقم 251306

  • 143

للمرة الثانية أُذكر الجميع هل سبق لك أن وجدت كتاب تمارين مدرسياً قديماً، أو أي شيء آخر سبق لك أن كتبته، وبتصفحه أصابك الذهول لمدي ما تغيرت أنت في وقت قصير؟ هل ذهلت لأخطائك. ولكـــــن؛ كذلك الأشياء الجميلة التي كتبتها في ذلك الوقت لم تلحظ أنت أنك كنت تتغير.
اعلموا أن أمواج الأحداث الموجودة داخل هذا البحر المتلاطم الأمواج، وكل راكب من ركاب هذا المركب فيها يعنيه تماماً أن نجتاز هذا الإعصار والأمواج المتلاحقة، من غير أن نصاب بارتجاع عنيف يفقدنا توازننا الذي نعيشه. متى تفوق الأمة من غفلتها؟! متى ننتبه للمحطة الواجب النزول بها ونترك أتوبيس التعاسة والأحزان، الذي يأخذنا يومياً بعيد عما نريده، وأن يدرك قائد هذا الأتوبيس المحطة المطلوب أن نصل من خلالها لبر الأمان بهذه البلد؟! متى يستيقظ ركاب هذا الأتوبيس من غفلتهم، ويتركون المشاجرة داخل جانبيه؟! فكل منهم يري الطريق من وجهة نظره ولا يراعي ويحترم وجهة نظر الأخرين. إلى متى سنظل لا نعلم متى يتوقف أتوبيس 251306؟! والذي عبر بنا محطتين الأولي من 25 يناير بكل ما فيها، والثانية أُقحمنا فيها من 30يونيو أيضا بكل ما فيها، ولم يعلم أحد حتى الآن أين المحطة؟! أم أننا تركنا المحطة وتفرغ الركاب للمشاجرات والتراشقات مع بعضهم البعض؟! أم أننا سنظل نبحث عن سائق هذا الأتوبيس من هو وإلى أي اتجاه يسير بنا؟! فهل نحتاج الآن لتهدئة الركاب؟ أم لقائد الأتوبيس حتى نصل للمحطة؟!