الجواب "العنب" لمن سأل عن مسيئي الأدب

  • 135

سألني: ما العمل في أقوام إذا شكوت إساءة الأدب في حق المشايخ، لعل البعض يُنكر صنيعهم، وجدت كثيراً من التعليقات أسوأ حالاً مما كنت أشكو منه؟

وكان ردي هو "لا تفني عمرك في الدفاع عن شخص"، فهؤلاء العلماء الربانيين لا تنال منهم مثل هذه الزوبعات، بل هم يرفعونهم من حيث يريدون وضعهم، ويقدمون لهم دعايةً مجانيةً من حيث يريدون اندثار اسمهم وعلمهم.

ولا ندّعي لأحدٍ العصمة، فكلٌ يؤخذ من قوله ويُرد، إلا النبي - صلى الله عليهم وسلم-، لكن هذه الحقيقة لن تكون مُتكأً لأحد في انتقاصه منهم.

قيل للعتابي: "هل تعلم أحداً لا عيب فيه؟ قال: إن الذي اللي لا عيب فيه لا يموت أبداً، ولا سبيل إلى السلامة من ألسنة العامة".

وقال في موضع آخر: "من قرض شِعراً أو وضع كتاباً فقد استهدف للخصوم، واستشرف للألسن، إلا من نظر فيه بعين العدل وحكم بغير الهوى (وقليلٌ ما هم)".

فالواجب عليك عدم إفناء وقتك في جدل عقيم مع أقوام لن يستمعوا لحُجتك، ولو ارتقيت في السماء أو سرت على الماء، لأن القلب يعمى عن شمس الحقيقة إذا اعتلته غيوم الهوى.

ولكن انظر إلى هؤلاء السادة كيف وصلوا لهذه المرتبة فتحسس خطاهم، وخطى من تحسسوا هم خطاهم، وقت أن كانوا في مثل عمرك.

كُنْ فرداً من أفراد حرس الحدود على دينك، ابذل له، سواء في العلم والدعوة أو في غيرها من المجالات.

وأسأل الله أن يطيل عمرك على طاعته، لتعلم أن كل هذه الزوبعات إلى فناء "فأما الزبد فيذهب جُفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"، فكن ممن ينفع الناس، وأخلص النية، يرفعك الله في الدنيا والآخرة.