عميد زراعة الأزهر الأسبق لـ"الفتح": مشروع التكامل الزراعي المصري السوادني "حلم" عربي

  • 57
الدكتور جمال عبد الحي عميد زراعة الأزهرالسابق

مشروع التكامل الزراعي "المصري/ السوادني"، حلم عربى ومصري، خاصة بعد دخولنا منطقة الفقر المائي منذ 5 سنوات؛ من هذا المنطلق حاورنا الدكتور جمال عبد الحي، عميد زراعة الأزهر الأسبق؛ ليعطينا صورة واضحة حول المشروع:


· بداية .. كيف ترى مشروع التكامل المصري السوادني خاصة في مجالات الزراعة والمياه؟


في الحقيقة مشروعات التكامل الزراعي بين مصر والسودان القاطرة نحو التنمية للشعبين، كما أنها "حلم" عربى ومصري؛ حيث إن اتجاه مصر نحو السوادن واستغلال المياه الغزيرة التي تتمتع بها الخرطوم أمر جيد وصائب وبحاجة إلى تفعيل، كما أنها ترجمة للإرادة السياسية للزعيمين وتفعيل ذلك على أرض الواقع.


· لماذا اتجهنا نحو الاستثمار الزراعي في السودان؟


اتجهنا لأمرين أساسيين هما: أن مصر دخلت منذ 5 سنوات في الفقر المائي، بجانب أن التبادل الزراعي التجاري مع السودان يمثل عائدًا اقتصاديًّا كبيرًا يكون له مردود إيجابي على الشعبين، ومن ثم عودة مصر واهتمامها بالشأن الإفريقي يمثل مكاسب أخرى على الصعيدين السياسي والاقتصادي، خاصة أن معلومة توافر مساحة الـ240 مليون فدان في السودان القابلة للزراعة صحيحة وتتوافر بها المياه.


· ما ضوابط وإجراءات تنفيذ تلك المشاريع؟


سؤال مهم للغاية؛ حيث إن دخول مصر في شراكة زراعية مع السودان من شأنه الاستفادة من الأراضي السودانية الخصبة، كما أنه يجعل هناك استغلالًا أمثل للمياه التي تتمتع بها السودان، ونأمل في تفعيل اتفاقيات جادة وشفافة، كما أن هذا المشروع بحاجة إلى شرح وجهة النظر المصرية بأنها تذهب هناك للاستثمار والاستفادة للطرفين، لا من أجل المصلحة المصرية فقط.


كما أنه لدينا نموذج حقيقي في همة المصريين وهي حفر قناة السويس بأيادٍ وأموال مصرية، وهذا نموذج يحتذى به في تنمية موارد الدولة، ما يؤكد جدية مصر في بدء اتفاقياتها على استصلاح "مليون" فدان؛ لذا كما ذكرت لابد من اتفاقيات واضحة المعالم، بالإضافة إلى ضرورة توفير عامل الأمن والشروط الموازية في كل مراحل الزراعة المختلفة منذ البدء في زراعة المحصول وحتى حصاده وتسويقه.


· ماذا عن أزمة سد النهضة الأثيوبي، وهل نجحت مصر في عودة علاقتها مع أديس أبابا؟


لا شك أن هناك تغيرًا جذريًّا في عودة العلاقات المصرية الأثيوبية، ولك أن تتخيل أن هناك 1600 مليار متر مكعب إيراد نهر النيل من المياه يتم الإهدار سنويًّا منها نحو 90% على الأقل في الغابات وغيرها دون استغلال؛ حيث إن مصر تحصل فقط على 55.5 مليار متر مكعب فقط، ولابد من استغلال مصر مع هذه الدول لهذه المياه بطرق حديثة واتفاقيات مرضية.


· هل نجحت القيادة السياسية في عودة العلاقات الإفريقية التي شهدت توترًا منذ العهد البائد؟


بالفعل القيادة السياسية نجحت في تحسين علاقات مصر مع العمق الإفريقي؛ فزيارة الرئيس السيسي لأديس أبابا وكلمته الشهيرة أمام مجلس النواب الإثيوبى، كذلك تحرير مصر للرهائن في ليبيا، خلق مزيجًا من تحسن العلاقات المصرية الإثيوبية.