"الفتح" ترصد الانتكاسات بين المتعافين من فيروس "سي"

  • 221
أرشيفية

الفحص الميداني كشف تخلف بعض المرضى عن تلقي العلاج


مختصون: تمثل 4%.. والفيروسات يمكنها التحور خلال فترة الانقطاع


 بين مطرقة الفقر وسندان المرض، يعيش كثير من المصريين لا حول لهم ولا قوة، تمر أيامُهم بكثيرٍ من الآلام، وقليل من الأمل، رغبة فى تبدل الحال لأحسن حال، وطمعًا في تخفيف الآلام، ولا شك أن فيروس "سي" الذي نهش أكباد المصريين لسنوات عديدة، ظهر له بصيص أمل بل كل الأمل، فظهور العلاجات الجديدة منذ عام 2013 وما تابعها وحتى الآن، دبت الحياة قلوب المصريين مرة أخرى، خاصة أن غالب هذه الأدوية جاءت بنتائج رائعة، وصلت لـ 95%  في نسب الشفاء.


على الجانب الآخر، هناك حالات تعرضت لانتكاسات، أو إن صح القول "عودة الفيروس لهم بعد الشفاء، أو عدم ملائمة بعض أصناف هذه الأدوية معهم"، قبل ظهور أدوية أخرى أثبتت فاعلياتها ليس فقط للمرضى الذين يعانون من الإصابة بالفيروس فحسب، بل لما هو أبعد من ذلك، "المرضى المصابون بتليف الكبد"؛ لتطور المرض معهم ووصوله لمراحل متأخرة.


قال "ش.ع" موظف على المعاش: "فور عِلْمه بالإصابة بفيروس "سي" توجه لمستشفى التأمين الصحي بالفيوم لتقلي العلاج، لأنه كان يعمل في مديرية الزراعة قبل بلوغه سن التقاعد"، ويحكي المريض أنه بعد أخذ جرعة واحدة من العلاج توقف عن أخذ الجرعة الثانية؛ لتعرضه لأزمة صدرية؛ لأنه مصاب بالتهاب رئوي مزمن، لا يمكن أخذ جرعة علاج الفيروس معه.


وتابع: أنه بعد إتمام شفائه من الأزمة عاود الذهاب إلى مستشفى التأمين لاستكمال العلاج، ففوجئ بامتناع المستشفى عن صرف الجرعة الخاصة بالعلاج؛ بسبب انقطاعه؛ مما دفعه لتحرير شكوى بالهيئة كي يحصل على العلاج حتى الآن.


وفي ذات السياق أكد المواطن "ر. ج" من الجيزة، أنه منذ عامين إلى إحدى المستشفيات الحكومية بعد التسجيل على موقع اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية لتلقي العلاج، واستكمل جميع الفحوصات وبالفعل حصل على جرعة من العلاج.


وأضاف المواطن أنه لم يكمل كورس العلاج، وانقطع لفترة، وعندما عاود للاستكمال أخبره الطبيب أنه لا يمكن صرف ذات العلاج الذي كان يتناوله قبل التوقف، مطالبًا إيّاه بإجراء فحوصات جديدة كي يتسنى له معرفة المرحلة التي وصل إليها الفيروس، وهل حدث تحوُّر له من عدمه؟، وذلك لتحديد الدواء المناسب لحالته، وعلى إثر ذلك لم يكمل المريض العلاج وتجاهل الأمر، ولم يتبع تعليمات الطبيب، ولا يزال مصابًا بالمرض.


من جانبه، أكد الدكتور جمال عصمت، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، ونائب رئيس جامعة القاهرة، حدوث ثورة في علاج فيروس "سي" خلال الثلاث سنوات الماضية على المستوى العالمي.


وأشار إلى أن مصر كانت من البلاد الرائدة في هذه الثورة، لدرجة أن منظمة الصحة العالمية تنظر لمصر حاليًا أنها هي النموذج الأكمل والأوضح في علاج فيروس "سي" على مستوى العالم.


وأكد "عصمت" لـ "الفتح" أن هذا نابع من التطور الذي حدث في البحث العلمي عالميًا وما واكبه من تطور للبحث العلمي في مصر، وأثبته الدواء المصري المعالج للفيروس بتحقيقه نسبة شفاء تصل لأكثر من 95%، ويتناسب مع معظم المرضى.


ولفت إلى أن الآثار الجانبية محدودة بالمقارنة بعلاج "الإنترفيرون" في السابق، علاوة على أن مدة العلاج 3 أشهر بالمقارنة بالمدة السابقة التي كانت تصل لـ12 شهرًا، مشيرًا إلى أن كل هذه المميزات جعلت فكرة العلاج مقبولة لدى جميع المرضى المصابين بفيروس "سي".


وأوضح أنه أصبح هناك حالة من الإقبال للعلاج من الفيروس، سواء من الأطباء لاقتناعهم بفائدة وفاعلية العلاج، أو من المرضى لرؤيتهم النماذج التي شُفيت من المرض، منوهًا بأن الأدوية الحديثة بدأت الدخول لمصر في نوفمبر 2014، وتم علاج أكثر من مليون ونصف مريض خلال هذه المدة، ونسبة الشفاء تصل لـ90% للمرضى الذين يعانون من تليف كبدي، و95% للمرضى الذين لا يعانون من التليف.


وأضاف عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية أن أكبر ميزة حدثت هي اقتناع شركات الدواء المصري بالدخول في هذه المنظومة، وإنتاج أدوية مصرية، والتي نتج عن وجودها في مصر 3 فوائد هم: انخفاض السعر عن سعر الأدوية الأجنبية، وإنتاج كميات كبيرة من العلاج، وعدم وجود أي نقص في الأدوية كما كان يحدث وقت الاستيراد.


وأشار إلى أنه يشجع ويدعم هذه الشركات لتصدير أدويتها إلى باقي دول العالم خاصة منطقة شرق أوروبا وإفريقيا، يضاف إلى تلك المميزات هو الدعم السياسي والرئاسي الذي حصلت عليه اللجنة خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى وجود توجه لدى منظمات المجتمع المدني في دعم منظومة العلاج.


وأكد أن المريض الذي يتناول العلاج لأقل من شهر ثم يتوقف عن العلاج يمكن أن تبدأ معالجته من جديد، وكأنه لم يعالج من قبل، موضحًا أنه إذا أخذ العلاج لمدة أكثر من شهر ثم توقف لا يمكن معالجته بذات الأدوية، بل لابد في هذه الحالة أن يراجع نوع الفيروس؛ لأنه من الممكن بتوقف تناوله للعلاج بعد شهر يحدث تحور للفيروس، وبالتالي لن يكون مناسبًا له تناول العلاجات السابقة.


وعن نسبة المنتكسين من مرضى فيرس "سي"، قال : "نسبة المرضى المتعافين تزيد عن 95%، وهذا يعني أن هناك 4 % لم يستفيدوا من أول النظام، وعليه تقوم اللجنة بإدخالهم في منظومة أخرى للعلاج، نستطيع الوصول بها لنسبة 90% شفاء بين الحالات المنتكسة".


وشدد على أنه منذ عام ونصف والبروتكولات العلاجية موحدة، والمشكلة الوحيدة أنه لم يكن هناك بروتكول علاجي للأطفال، وتمت الموافقة في أبريل 2017 على علاجهم من سنّ 12 : 18 عامًا.


ونوّه نائب رئيس جامعة القاهرة بأنّ إمكانيات وزارة الصحة وحدها لن تمكنها من القضاء على فيروس "سي" في عام، فهي تحتاج لتعاون جميع الفئات في مصر؛ لتنفيذ هذا الغرض، وعلينا أن نكتشف 3.5 ملايين مصاب بالفيروس، وعلاجهم وتقييم حالتهم.


وأشار إلى ضرورة دعم وزارة الصحة من وزارة التنمية المحلية والمستشفيات الجامعية التابعة لوزارة التعليم العالي، وكذلك دعم وزارة الإنتاج الحربي للحاجة إلى إنتاج أجهزة ومعقمات للحد من الإصابة، وحتى لا يصاب من يشفى مرة أخرى.


في السياق ذاته، قال الدكتور هشام الخياط، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بمعهد "تيودور بلهارس"، إن هناك تجاهلًا من المريض لتلقي العلاج لا يمكن تفسيره إلا بأنه نوع من الإهمال.


وأوضح "الخياط"، أن العلاج عبارة عن كبسولات يسهل المداومة عليها، متسائلًا: كيف لمريض أن يهمل في تلقي العلاج ويأتي بعد ذلك ويشتكي؟".