كوني مثلهن

  • 194
ارشيفية

كتبت - سلسبيل دهشان

متى نراك مثلها؟!

فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم النساء كما دعا الرجال .. وبايع النساء كما بايع الرجال .. وحدَّث النساء كما حدَّث الرجال.


والنساء والرجال متساويان في الجزاء والعقاب .. قال تعالي: ?مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ? .. وهما متساويان في الحقوق الإنسانية؛ فلكل مِن الزوجين حق على الآخر .. قال صلى الله عليه وسلم: «ألا إن لكم على نسائكم حقًّا ولنسائكم عليكم حقًّا».


والميزان الوحيد عند الله للمفاضلة بين الرجل والمرأة هو التقوى .. قال تعالى: ?إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ?.


وكلما احترمت المرأة نفسها، احترمها مَن حولها .. فهي ثمينة ما دامت أمينة .. فإذا خانت هانت .. وانظري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة .. واضطرب أمر الكفار فيها؛ فمنهم مَن قاتل، ومنهم مَن أسلم، ومنهم مَن اختبأ، فكان مِن بين المقاتلين رجلان قاتلا عليًّا رضي الله عنه، ثم فرا مِن بين يديه والتجئا إلى بيت أم هانئ أخت علي رضي الله عنه، فأمنتهما، فأقبل علي عليها، فدخل البيت، وقال: والله لأقتلنهما. فأغلقت أم هانئ عليهما باب البيت ثم ذهبت إلى النبي، فلما رآها قال: مرحبا يا أم هانئ، ما جاء بك؟ فقالت: زعم علي أنه يقتل رجلين أمنتهما، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «قد أجرنا مَن أجرت .. وأمَّنَّا مَن أمنت .. فلا يقتلهما .»


وجعل الله للمرأة حقها في تقرير حياتها؛ فلا تُزوَّج إلا بإذنها، ولا يؤخذ مِن مالها إلا باختيارها، وإن احتاجت ألزم وليها بسد حاجتها .. أبوها مأمور بالإحسان إليها، وولدها مأمور ببرها، وأخوها مأمور بصلتها.


بل طالما قدَّم الدين المرأة على الرجل، قال تعالى: ?وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى? وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ?.


ورأى ابن عمر رضي الله عنهما رجلًا يطوف حول الكعبة يحمل عجوزًا على ظهره، فسأله: مَن هذه؟ فقال الرجل: هذه أمي مقعدة، وأنا احملها على ظهري منذ عشرين سنة، أتراني يا ابن عمر وفيتها حقها؟ فقال: لا، ولا زفرة مِن زفراتها.