كاتب بريطاني: لم يعد في وسع الغرب إنكار حجم الكارثة السورية

  • 110
صورة ارشيفية

صوّر الكاتب البريطاني روجر كوهين ميناء ميتيليني في جزيرة ليسبوس اليونانية بأنه نقطة بداية لملحمة أوديسة عصرية يخوضها اللاجئون المتدفقون إلى أوروبا في طريقهم إلى ألمانيا أو السويد أو أي ملجأ يلتمسون فيه الأمان.

ورصد- في مقال نشرته «نيويورك تايمز»- سرعة الإحباط الذي ينتاب هؤلاء الهاربين من الجحيم فور تسلقهم من البحر فرحين بنجاتهم إلى أرض الجزيرة المليئة بالصنوبر؛ إذ يقطعون مسافة طويلة من الشمال وحتى الميناء حيث يواجهون إجراءات بيروقراطية بطيئة.

وقال كوهين إن هؤلاء البائسين هم من أبناء عالمنا المتشنج، وليسوا دخلاء عليه بأي حال، إنهم يرفعون مرآة تعكس ثقافتنا بأيقوناتها وشعاراتها ولامبالاتها.وأضاف أن مطالب هؤلاء البشر بالحياة والكرامة لا يمكن الطعن فيها، واعتبر أن غلق الأبواب في وجوههم إن هو إلا استدعاء لأكثر فصول البشرية ظلاما.. "ولن تحظى المجر الفاقدة للذاكرة بالغفران سريعا، كلا ولا أوروبا ككل، ولا الولايات المتحدة، إذا ما فشلوا في توفير ملجأ لهؤلاء البائسين الناجين من الحرب والحال التي تعانيها سوريا وأسهم فيها رياءُ الغرب الهائل بنصيب وافر.

وقال الكاتب إن نسبة 70 بالمئة من هؤلاء فارون من سوريا حيث كانوا يعايشون الموت بين سيوف الجهاديين وبراميل النظام المتفجرة، ولسان حالهم أنْ «فلتنزل اللعنة على الفريقين.

ورصد قدوم نحو 96 ألف لاجئ ومهاجر بنهاية أغسطس المنصرم إلى ليسبوس، بما يعادل نحو نصف عدد اليونانيين بالجزيرة، بحسب المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين.. فيما تتوقع لجنة الإنقاذ الدولية قدوم نحو ألفين إلى ثلاثة آلاف يوميا إلى ليسبوس على مدار الأسابيع أو الشهور المقبلة طالما استمر الصراع في سوريا دونما تسوية.

وأكد كوهين أن هؤلاء لم يغادروا سوريا اختيارا؛ إن أكثر من أربع سنوات من الحرب لم تدع أمامهم خيارا آخر.وقال إن الحال في سوريا إنما تعبر عن فشل جماعي هائل للمجتمع الدولي، متورط فيه أطراف دولية كثيرة سواء روسيا وإيران والصين بدعمها لنظام الأسد، أو إدارة أوباما بتعهداتها الفارغة، أو مجلس الأمن وما يعانيه من شلل وظيفي، وأوروبا التي تعاني ضعفا- كل هذه الأطراف أسهمت بنصيب في انزلاق سوريا إلى الوضع الكارثي الراهن.لكن ما جدّ بالنسبة للغرب خلال الأسابيع الماضية هو أنه لم يعد من السهل عليه إنكار حجم الكارثة، لا سيما وسط تدفق اللاجئين إلى شواطئ ليسبوس وغيرها في الطريق إلى باقي دول الاتحاد الأوروبي.