انتشار القمامة خطريهدد مواطني الشرقية

  • 113
أرشيفية

انتشار القمامة خطريهدد مواطني الشرقية 

مقالب القمامة انتشرت في مداخل المدن .. والمحافظة تستخدم الحرق على المكشوف

برلماني: الحكومة والأجهزة التنفيذية فشلوا في  إيجاد حلول من خارج الصندوق

أستاذ صدرية: يسبب فشل في عضلة القلب والتنفس وينشر السرطان


يُعد الحرق على المكشوف آفة خطيرة وأحد مسببات الأمراض الصدرية والرئوية، بل والمسرطنة إذا احتوت القمامة والنفايات على مركبات البلاستيك والإيثانول، وكذا المخلفات المعدنية التي تضم في حوزتها الكثير من المشتقات الكيميائية صعبة التخلص في البيئة المحيطة.

"الفتح" رصدت الظاهرة التي انتشرت في ربوع الكثير من البلدان والمحافظات وعلى رأسها مدخل مدينة السلام بالقاهرة ومنشأة ناصر وكذا محافظة الشرقية التي تضم بين جنباتها تلال وأماكن لتجمعات القمامة التي كثرت وانتشرت على الطرقات وبالأخص مدخل ومدينة الزقازيق من جهة منيا القمح.

البداية من الطريق الزراعي وعند دخول المحافظة من جهة منيا القمح وقبل الوصل إلى موقف الأحرار العمومي يكون في الاستقبال وأثناء المرور "مقلب القمامة" الذي يصل إليه يوميًا أطنان القمامة من شتى الأحياء فيتم التجميع والحرق على المكشوف في واحدة من الجرائم البيئية التي استعصت على إيجاد بدائل علمية أو حلول من خارج الصندوق.

الأمر لم يقف عند ذلك بل وصلت الأوضاع إلى تراكم العديد من النفايات والقمامة حتى وصلت الأمور إلى منطقة خلف الجامعة والمستشفيات الجامعية في المحافظة.

وأكد عدد من المواطنين تراكم وارتفاع حدة القمامة حتى ظهرت في الشوارع الرئيسية موجهين يد اللوم إلى المحافظ خالد سعيد وكذا الجهات المسئولة عن تنظيم وتجميل المدينة بالتسبب في وجود تلال من القمامة في الشوارع الجانبية وحتى الرئيسية منها.

قال إبراهيم .ح- "موظف" في جهاز المحافظة: "إن الزقازيق تكتظ بالعديد من المشكلات على رأسها القمامة التي استعصت على إيجاد حلول سريعة أو واضحة من المحافظ الحالي أو حتى السابق، بينما تعيش بقية المراكز والمدن والقرى في بحر من المخالفات"، متابعًا أن مجلس المدينة يعيش بعيدًا عن الواقع فالقمامة وتردي الحالة الصحية والمرورية تسيطر على العاصمة، مشيرًا إلى أن المواطن الشرقاوي يطالب بحقه في حياة كريمة.

وقال الحاج سيد عبد السلام "مزارع": "ياريت المسئولين والبيه المحافظ يهتم بينا، الفلاحين غلابة ومظلومين ومحرومين كمان من الخدمات"، واختتم حديثه بقوله "نظرة يا حكومة".

  وبعرض هذه السلبيات على النائب حسن محمد السيد عضو مجلس النواب عن الدائرة الأولى لمركز ومدينة الزقازيق، أكد أن الشرقية بصفة عامة ومدينة الزقازيق بصفة خاصة تعيش وسط جو من الأزمات والمشكلات على رأسها القمامة التي لازمت المحافظة منذ سنوات طويلة وفشل المحافظون الذين توافدوا على خدمتها في إيجاد حلول لها من خارج الصندوق.

وأضاف السيد لـ"الفتح" أن شوارع المدينة تكتظ بالباعة الجائلين وبتراكم القمامة والنفايات في الشوارع الرئيسية وحتى الميادين الكبرى؛ الأمر الذي أصبح معتادًا لدى المواطن الشرقاوي، لافتًا إلى أن الطرق الرئيسية والأرصفة لم تسلم هي الأخرى من الإهمال فالباعة وأصحاب المحال اعتدوا عليها حتى ينصبوا بضائعهم بدلا من تركها للمارة أو السيارات، كاشفا أن أعضاء مجلس النواب نقلوا ذلك أثناء اجتماعهم الأخير مع المحافظ اللواء خالد سعيد الذي وعدهم بالحلول، مشددًا في الوقت ذاته على أن تحركات المسئولين في الشرقية بطيئة للغاية على رأسهم اللواء خالد سعيد محافظ الإقليم.

وأوضح أن المحافظة لم تشهد أي تحسينات على أرض الواقع منذ سنوات، مشيرا إلى أن حملة النظافة التي أعلنت هذا الأسبوع جيدة لكنها لم تستطع القضاء على تلال القمامة التي تملأ الصناديق والمنتشرة بالشوارع، ملوحًا بحديثه إلى المشرفين والقائمين على النظافة.

وقال البرلماني: "إن هناك أنظمة وحلولًا بديلة تقدمنا بها إلى المحافظ من بينها وقف استلام القمامة وتجميعها في المقالب الخاصة داخل المدينة، وتجفيف الأرض المخصصة لذلك خلف "المرور" وإعادة تهيئتها وتنظيفها بغرض الاستثمار إما عن طريق إقامة مجمعات سكنية للمواطنين أو طرحها بنظام "pot" على إحدى الشركات"، مشددا على ضرورة وقف تجميع القمامة في المقالب المخصصة في أول مدينة الزقازيق وحرقها على المكشوف نظرًا إلى خطورة ذلك على الصحة العامة.

وطالب بالتوسع بعمل وتجميع مقالب القمامة في صحراء بلبيس وتطبيق فصل القمامة من المنبع وتقسيمها إلى عضوية وصلبة وسائلة حتى يسهل إعادة الفرز والتدوير، مع ضرورة الاهتمام بالاستفادة من المخلفات العضوية في صناعة الأسمدة العضوية والآزوتية التي تستخدم في تسميد الأراضي الزراعية أو الحدائق بعيدًا عن الحرق الذي يكلف الدولة أموالاً باهظة ويصيب الإنسان والحيوان وحتى البيئة بالأمراض الخطرة. 

قال الدكتور طه عبد الحميد أستاذ الأمراض الصدرية والحساسية بطب الأزهر: "إن حرق القمامة على المكشوف له آثار خطيرة على الصحة العامة بل قد يسبب أمراضًا خطيرة مثل فشل التنفس وتوقف عضلة القلب وكذلك السرطان".

وأوضح عبد الحميد لـ"الفتح" أن حرق القمامة يخرج أول وثاني أكسيد الكربون وغازات أكاسيد النيتروجين والكبريت وذرات الكربون عن طريق استنشاقها بطريقة عالية مما يؤدي إلى حدوث اختناق في ما يعرف بـ"اسفكسيا الخنق"، مضيفًا أن ثاني أكسيد الكربون وذرات وأكاسيد الكبريت والنيتروجين النيتروجين من شأنهم أن يؤدوا لنزلات شعبية مزمنة وبالتالي عند زيادة التعرض لهذه الأكاسيد أو الغازات قد يصيب الإنسان بفشل في التنفس خاصة الأطفال وكبار السن وكذا أصحاب الأمراض المزمنة.

وأشار إلى أن التعرض لاستشاق انبعاثات المواد العضوية من شأنه أن يؤدي إلى تضخم في الشريان الرئوي وتضخم في عضلة القلب اليمنى واليسرى، وفي كل الحالات يؤدي إلى فشل في التنفس، محذرًا من خطورة حرق مخلفات المستشفيات لما لها من تأثير بالغ الخطورة على الصحة العامة وكذا مشتقات البلاستيك التي تحتوي على العديد من المركبات السامة التي تسبب الإصابة بالأمراض السرطانية.


الابلاغ عن خطأ