أهالي مركز الحسينية بالشرقية يروون الحقول من الصرف الصحي!

  • 139
أرشيفية

يعانى مركز الحسينية بمحافظة الشرقية من عدم توافر منظومة للصرف الصحى بالكثير من قرى ومناطق المركز، الأمر الذي أثر على الصحة العامة للمواطنين والتربة معًا، مستخدمين في ذلك طريقة التسريب إلى باطن الأرض عن طريق عمل شقوق وثقوب وسكب أجولة الملح الرشيدي في أسفل الحفر العميقة مما يحدث تشققات في جوف الأرض تٌسهل بعد ذلك تسريب الفضلات والمياه بهذه المنطقة، غير مهتمين بتأثير ذلك على نوعية التربة أو المياه الجوفية التي يستحضرونها مرة أخرة عن طريق الطلمبات الحبشية.

 

عدد من الأهالي أكدوا لـ "الفتح" أنهم توارثوا هذا الأمر منذ عشرات السنين ولم يؤثر عليهم صحيًا "حسب قولهم" ليلقوا بالكرة في ملعب الحكومة، كونها هي المسئول الأول والأخيرعن ذلك، بعد أن تركت الريف يواجه مشاكله بنفسه بعيدًا عن تلبية احتياجات المناطق البعيدة أو النائية.


وأكدوا أن "الترنشات - الخزانات"،  ما هي إلا وسيلة إن لم تكن آمنة لكنها سهلة، وتخلصنا من أزمات كبيرة، وأكدوا أن بعض  الأهالي يلجأون لاستخدام الترنشات في ري المحاصيل الورقية كالخس والكرنب والأرنبيط، لافتين إلى أن الطريقة منتشرة بعد نقص مياه الري.


الدكتور أحمد صبري، من سكان المركز، يشدد على أن استخدام الترنشات فكرة قديمة توارثها الآباء عن الأجداد منذ سنوات طويلة، لكنها أحد أهم مسببات الإصابة بالعديد من الأمراض مثل الفيروسات الكبدية والطفيليات والديدان الحلقية والدبوسة والأسكارس وغيرها، مثل الشريطية والبلهارسيا، بل وتتسبب في إصابة التربة والمياه الجوفية بالأمراض المختلفة مما يهدد الإنسان والحيوان والأراضي الزراعية نفسها.


وتابع لـ "الفتح" أن الأخطر من ذلك كله ارتفاع نسب الإصابة بالفشل الكلوي في منطقة صان الحجر والحسينية وجزيرة السعدي وعليوة وبعض المناطق القريبة من مصرف بحر البقر الذي ساهم بشكل كبير في عمليات الترسيب لبعض العناصر الثقيلة التي يتغذى عليها الحيوان، وتعيش عليها الأبقار والجاموس والماشية بشتى أنواعها، ثم تعود إلى الإنسان ليتناولها ومن ثم يصاب هو الآخر بالأمراض المعدية.


يؤكد محمد عبد المنعم 42 سنة من قرية السعدى بشارة، أنهم يعتمدون على الترنشات أو الخزان منذ سنوات، وأن الخزان في بعض الأحيان قد يسرب نفسه بنفسه، وعند الشعور بامتلائه نستحضر جرار كسح لشفط الفضلات وإلقائها بعيدًا عن منزله مبديًا استياءه الشديد من تأخر المسئولين كثيرًا فى إيجاد حل لمثل هذه الكارثة، قائلًا: "أساسات المنزل انهارت بسبب امتصاصها لمية المجارى المسربة من الخزان، وسمعنا كتير من الكلام من أكتر من عشر سنوات وكل رئيس مركز يمسك يقول بكرة بعده ومشوفناش أى تغيير".


يشير (محمد - ف) بجزيرة سعود 47 سنة أنه يستخدم الخزان الأنبوبى، وهو أكثر طولًا، ومفتوح من الأسفل حيث يتم كسحه على فترات زمنية متباعدة، وذلك بسبب تسريب الكميات منه إلى باطن الأرض اعتمادًا على خلخلة الهواء به؛ حيث يتم إغلاق فوهته بإحكام ونتيجة تفاعل المواد العضوية بداخلة فيتم امتصاص الأرض لتلك المواد.


وبسؤال (س-ع) من مركز الحسينية 45 سنة صاحب جرار كسح عن الأماكن التى يلقى بها نواتج الصرف؟ فأكد أنه لا يلجأ إلى الرمى فى الترع إلا فى الحالات القصوى ولكن يذهب إلى قطع الأراضى غير المزروعة والتي لا يسير عليها الناس فيفتح خزانه ليفرغه على الأرض وتترك للشمس لتجففها، أو يرمي بها في بحر البقر وهذا هو الغالب في الأمر مع كل "الكساحين".


يؤكد الدكتور أحمد حلاوة أستاذ مساعد بكلية العلوم جامعة الأزهر، أن الانبعاثات الغازية الناتجة عن تبخير الشمس لتلك المسطحات المشبعة بالنواتج الثقيلة كالرصاص والكبريت والمواد العضوية وجيف الحيوانات وثاني أكسيد الكبريت، النيتروجين، تسبب حساسية كبيرة في العيون وضررًا بالغًا لشعيبات القصبة الهوائية، وخاصة داء الربو أو النسمة، ومرض انتفاخ الرئة وانهيار حجيرات الهواء فيها.


وأوضح لـ"الفتح" أن أكسيد الكربون يتحد مع كرات الدم الحمراء ليسبب اختناقًا للإنسان، كما يتفاعل أكسيد النيتريك مع أكسجين الجو، بفعل أشعة الشمس الذي يتحول إلى ثاني أكسيد النيتروجين القاتل، ليكون حامض النيتريك المميت (HNO3).


وأكد الدكتور أحمد عبداللطيف الطحاوي والأستاذ بكلية الطب بجامعة بنها، وعضو مجلس النواب مستقل عن دائرة مركز الحسينية وصان الحجر.


وأضاف لـ"ألفتح" أن إلقاء نواتج الصرف الصحي بالترع سيتم طرحه بطلب إحاطة لوزيري البيئة والري، مشيرًا إلى أنه تم عرض مشكلة بحر البقر على لجنة البيئة بالبرلمان لأخذ التدابير اللازمة حياله.


وتابع في تصريحات خاصة لـ "الفتح" أن هذا المصرف يحتاج ما يقرب من 25 مليار جنيه، لعمل محطات تنقية وتكرير المياه من الصرف الصحي والصناعي، موضحًا أن هذا المصرف يهدد نحو 15 مليون مواطن في 5 محافظات، لافتًا إلى أن نسبة الفشل الكلوي في الشرقية والدقهلية مرتفعة للغاية بسبب تلوث مصرف بحر البقر.


وكشف عن خطوات جديدة للحد من ارتفاع نسبة التلوث بوقف إلقاء الكساحات من نواتج الصرف بالترع، وتم مناقشة ذلك في اجتماع مع رئيس مجلس المدينة لحماية ترعة السماعنة من مثل هذه المخالفات.


وقال: لقد طلبت من قسم البيئة برئاسة مجلس المدينة إرسال إشارة لكافة الأقسام بالمركز لضبط المخالفين وتفعيل العقوبة عملًا بنص القانون، والخروج في حملات للمتابعة وجاري البحث عن خطط عاجلة للبدء في تنفيذ مشروع للصرف الصحي بالمركز.


الابلاغ عن خطأ