اختيار الكليل!

  • 171

التعصّب داء بغيض، يحجّم الخير ويقتل التفكير.
 
بل ويُقسِّم الناس إلى قريب وبعيد، إن لم يكن إلى عدوٍ وصديق!
 
داء يقتلنا ويؤخرنا ويُسقطنا.
 
وللأسف بعض المتعصِّبين يريدون جعل هذا الداء خاصا بالكيانات؛
 
حتى يُخرجوا أنفسهم كالشعرة من العجين!
 
والحقيقة أن التعصّب داء ليس له وطن إلا ضيق النفس ومعه العطن.
 
وهو موجود بيننا في كل المجالات وبين الأفراد والكيانات،
 
ينخر في ذات البين، وبه تسوء الظنون ويتم إظهار العيوب.
 
التعصّب هو اختيار الكليل وعُملة البطيء ورياح العليل!
ولا حل لهذا التعصّب إلا بنشر ثقافة الدليل الذي يسبق التعليل.
 
وتقديم المصالح العامة على الخاصة، والمجمع عليه على المختلف فيه،
والتعاون على البر والتقوى لا على التفرّق والتشرذم.
 
لا حل لهذا التعصُّب إلا بالعدل والإنصاف مع المخالفين قبل الموافقين،
وعدم بخس الناس أشياءهم، بل واتباع الحق ولو مع غير المنصفين.
 
فالحق رائد والعمل قائد، والتعامل مع الخلق بالحق والعدل خير لنا 
من التعامل بالبغى والعدوان، وكل إناءٍ ينضح بما فيه.
 
والحق كل الحق مع من يتبع الكتاب والسنة قولًا وعملًا،
ويدور معهما حيث دار  لا يُقدم قول أحد على الدليل،
ولا يُكثر من مخالفة فعله لقوله، ولا ينشغل بالفروع ويترك الأصول،
ولا يهتم بظاهره ويتجاهل باطنه.
 
فمن كان صحيح العقيدة، متّبعا فى السلوك والعبادة، واقفا على الحدود
مهتما بالأوامر مجتنبا للنواهى؛ فهذا هو المراد وغير ذلك سراب فسراب!
 
الخلاصة: أكثر المتعصِّبين هم أقل الناس اعتناءً بالدليل، ولهم رغبة فى التصدّر
مع التحريش بين المؤمنين وكأن الأمر بالنسبة لهم سُنّة ودين!