فكيف بالمساكين؟

  • 167

الكتابة في الهرج وكثرة القتل والاختلافات والاتهامات والمنازعات مهنة شاقة ومؤلمة،لأن الاستقطاب والتعصّب والحزبية تجد لها شعبية ضخمة في مثل هذه الأحوال، لذلك تنحرف كثير من الكتابات نحو أهداف ليس لها علاقة بالمصالح العليا.
 
بل أغلبها يعتنق المصالح الضيقة والحسابات الخاصة، مما يجعل عامة الناس في حيرة من أمرهم لأنهم يرون متناقضات لا يستطيعون إدراكها بمجرد مشاهدتهم حلقة تلفزيونية لفلان أو علّان!
 
ونظراً لأن التعليم في مصر ضعيف والأميّة مرتفعه والثقافة في ذيل المطالب وانتشار الهمجية والصوت العالي وغير ذلك أدى إلي مزيد من التعقيدات والتناقضات عند الناس بل وعند من يسمون أنفسهم مثقفين وسياسيين ونشطاء بل وطلبة علم ، مما أدي لشيوع كثير من الآراء والتحليلات والنصائح والتي يضاد بعضها بعضًا بل والأنكى من ذلك أن الشخص الواحد من السهل  أن تجد له آراء متضادةفي المشهد الواحد بينهما عدة ساعات!
 
لذلك أري أن تكون الكتابة أو العمل في هذه الحالة فيما يستطيع الإنسان أن ينجزه ويقوم به ويترك هذه الأحلام الواسعةفي خياله عندما نعيش كخلق الله في حالة استقرار تناسب هذا الخيال !
 
وما علينا إلا بذل الوسع فعلًا دون تراجع أو تكاسل فالتحديات التي تواجهنا لا تستطيع مواجهتها عدة دول فكيف بالمساكين ؟!
 
علينا ألا نحقّر من المعروف شيئاً بداية من مقاومة الأفكار ومواجهة التغريب وصنع الرأي العام أو على الأقل بيان التزييف الضخم الذي يتعرض له المجتمع في كثير من المسائل وكذلك مقاومة صور الاستبداد سواء في السلطة السياسية أو الدينية رسمية كانت أو غير رسمية ونهاية بمقاومة الفجَّار أصحاب الأسلحة الفتاكة التي تريد لهذا المجتمع إما غرقًافي الشهوات أو غرقًافي التفجيرات !!