28 نوفمبر..!!

  • 181

جو مشحون ومكهرب في غاية التوتر والقلق، ذلك الجو السائد الآن في مصر، الكل مترقب منتظر، والكل يشن حربا إعلامية دعائية نفسية معنوية لعله يحسم بها الصراع قبل أن يبدأ تصريحات ملتهبة نارية من كل الأطراف.. شحن معنوي هائل، هذه هي المشاعر السائدة الآن في وسط الناس، والوضع فعلا خطير قد ينفجر في أي لحظة ويخرج عن السيطرة وتدخل البلد في حرب أهلية ومذابح ومجازر الكل خاسر فيها، لا غالب ولا مغلوب، والخاسر الأكبر هو البلد.. الدولة..  الشعب.. والأهم: الدعوة إلى الله.
 
لذا نناشد كل الأطراف ألا تصل بهم الأمور إلى أي دماء أو قتل، وأن يتحكم كل طرف فيمن معه، ولا يكونوا سببا في جر البلاد والعباد إلى الحرب الأهلية.
 
نداء إلى قوات الشرطة والجيش:
رجاء الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس وعدم التسرع مطلقا للضرب في المليان، أو الخرطوش، أو حتى القنابل المسيلة للدموع؛ فقط تحافظ القوات على سلامة المنشآت والجهات والمؤسسات العامة والخاصة، وتأمين الطرق بما يكفل جريان مظاهر الحياة، وعدم التأثر بأي استفزاز؛ فإذا حدثت اشتباكات أو مصادمات ننصح الشرطة بالتصرف الأسهل الأخف لدفع الأضرار.
 
نداء إلى المتظاهرين: مصر ستسقط بسببكم، ولن تستقر لكم الأمور، لن تحققوا ما تحلمون به، لو سقطت الدولة لن تتسلموها آمنة لكم، بل سيعرضكم ويقاومكم من تعارضونهم أنتم اليوم، وربما تكون معارضتهم لكم أشد ضراوة وشراسة من معارضتكم لهم، فما الفائدة من كل هذه المواجهات؟!
 
لا فائدة إلا انتهاك الحرمات والأعراض والأموال والنفوس وضياع البلاد وخرابها.. صدقوني لن تستفيدوا شيئا،لكن ستجرون على البلاد والعباد الخراب والدمار.. راجعوا أنفسكم.. احسبوها حسبة جديدة.
 
نداء إلى باقي الشعب: ساهموا في إطفاء الفتنة لا في زيادتها.. حافظوا على بلدكم.. احفظوا ألسنتكم.. اعملوا على التهدئة لا على الإثارة.. عليكم مسئوليات فقوموا بها.. فضوا الاشتباكات إن وقعت.. اصرفوا الجموع إن تجمعت.. أصلحوا ذات البين إن استطعتم إلى ذلك سبيلا.
 
أغلقوا أبواب الشر ولا تفتحوها.
 
نصيحة إلى الإعلاميين والصحفيين: لا تنقلوا ما يثير الناس ويهيجهم، ولا تشعلوا النيران أكثر مما هي مشتعلة.. كلماتكم يجب أن تكون بحساب.. إياكم أن تسقط مصر بسببكم.. حافظوا على البلد ولا تتسببوا في إراقة دماء، ولا تحرضوا على قتل. وهذا النداء إلى الإعلاميين في كل القنوات والصحف المؤيدة والمعارضة في الداخل والخارج.
 
نداء مرة أخرى للمتظاهرين: لا تحملونا دماءكم، لقد نصحناكم بعدم الخروج للمظاهرات ونصحنا الشرطة أيضا بعدم سفك دمائكم قبل ميعاد المظاهرات بوقت كاف، ومازلنا ننصح الجميع ولا نستطيع إلا هذا.
 
 فمن الآن نقول: نحن برآء من أي دماء ومن أي انتهاكات ومخالفات وتجاوزات من أي طرف كان، ونقول لكل الناس: هناك أصابع خفية تعبث في بلادنا وتحرك الجموع من وراء ستار، والكل يترقب الآن سقوط مصر ولحوقها بليبيا وسوريا والعراق واليمن.
 
لقد عاد البرادعي يتحدث عن مصر، وعاد وائل غنيم إلى الظهور مرة ثانية، ومن يعيشون في الخارج يوجهون من يعيشون في الداخل توجيها شديدا ويدفعون بهم دفعا إلى الصدام والمواجهة.. الكل يلعب على المكشوف الآن، والكل يقول: نحن نريد أن ننقذ مصر من الغرق، في حين أنهم هم من سيغرقونها!!
 
هناك غموض في كلام الذين أعلنوا ثورة الشباب المسلم ورفع المصاحف.. فمطالبهم غير محددة وغير واضحة حتى الآن، ماذا يريدون بالضبط؟! ماذا يريدون تحديدا؟!
 
وبالتالي نتوقع عددا من السيناريوهات المختلفة؛ فالوضع في غاية الغموض والالتباس، وفي غاية التعقيد والخطورة، نحن في مرحلة جديدة من الفتن ونوع جديد من الفتن، وإذا كنا نعترض وندين ونرفض انتهاكات الدماء والأموال والأعراض، فالخوف من المزيد من انتهاكات الدماء والأموال والأعراض والكل مسئول عن هذه الانتهاكات لو حدثت: من شجع على الخروج.. ومن أمر بالخروج.. ومن شارك بالخروج.. ومن باشر الانتهاكات.. ومن رضي أو وافق .. ليتنا كنا مع الأموات ولم نعاصر هذه الفتنة السوداء الكالحة المظلمة.. قدر الله وما شاء فعل!
 
أتخيل المشهد من الآن.. الشوارع فيها أعداد كبيرة من المتظاهرين.. وأعداد كبيرة من الشرطة والجيش أيضا.. فماذا ننتظر وماذا نتوقع؟! وربما فئات أخرى من الشعب تنزل في مظاهرات ضد المتظاهرين، فماذا ننتظر أيضا وماذا نتوقع؟!
 
يا رب .. الطف .. وخفف .. وهون .. واستر!!
يا رب .. أنقذنا .. وأغثنا .. واحمنا .. ونجنا!!
 
شيء ما يدبر لمصر.. شيء كبير تشترك فيه دول خارجية..(حكومات وأنظمة،وأجهزة مخابرات دولية،ورجال أعمال، وشخصيات مشهورة) يرتبون ويخططون ويتفقون على شيء ما - قريبا ـ وتخرج تسريبات من هنا وهناك، تلميحات وتصريحات تكاد تخبرك بما يتفقون عليه.. مؤامرة كبرى دولية وللأسف يستغلون فيها ويستخدمون المخدوعين بالداخل المصري، يستغلون الساخطين على الأوضاع والناقمين على أحوال البلاد.. يستغلهم من بالخارج في تنفيذ مخططاتهم لهدم مصر وإسقاطها وتخريبها وتدميرها.. نعم، يستغلون جموع المصريين الثائرين ويمدونهم بالأفكار والأموال والإمكانيات تحت عناوين براقة وجذابة وخادعة، يستغلون عواطفهم الملتهبة ليفجروا البلد من الداخل؛لذلك أقول للمتظاهرين: احذروا من يحركونكم من الخارج إنهم مخترقون من أجهزة مخابرات لا تريد الخير لمصر، منهم صهاينة وأمريكان وأوربيون وإيرانيون وعرب، كل الأجهزة تتعاون وترتب وتنسق للقضاء على مصر التى استعصت عليهم إلى الآن، فهل تكونون أنتم أيها الثوار الأداة والآلة التى ينفذون بها مخططاتهم وأنتم لا تشعرون؟!
 
أيها السلفيون أتباع الدعوة السلفية، ويا أبناء حزب النور، انتبهوا جيدا
فقد يكون في وسط المتظاهرين مندسون يريدون أن يجروا الدعوة السلفية للصدام والدم والمواجهات، وقد يستهدفون بعض أبناء الدعوة؛ فقد يقتلون أو يجرحون بعض أبناء الدعوة أو رموزها ليشعلوا البلاد وهم يعرفون مواقفكم الرافضة لهذه التحركات، ولكن قد يلجئون إلى تصفية بعض أبناء الدعوة لإشعال فتيل الفتنة وانتقاما من مواقف الدعوة الحريصة على أمن واستقرار البلاد.. فانتبهوا لهذا جيدا وابتعدوا ولا تردوا على أي استفزازات أو هتافات أو شتائم أو شعارات، وقوموا بحماية رموزكم حتى وإن رفضوا ـ دون إظهار ذلك ـ ابتعدوا عن أماكن التظاهرات تماما.. كل الاحتمالات واردة، وكل التوقعات محتملة؛ فلا تتعاملوا بحسن النية ولا بإحسان الظن ثم تفاجئوا بالاحتمالات السيئة، خذوا بالأسباب جيدا.. ليس كلامي هذا إرجافا، ولا إشاعات، ولا دعايات.. بل هي أمور محتملة وواردة جدا، ولا تستغربوا ولا تستبعدوا شيئا.. أنتم مستهدفون كبقية المستهدفين، فانتبهوا فنحن فعلا في مرحلة جديدة وكل القوى متعجلة لإسقاط مصر العصية المتماسكة!
حسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم إليك المشتكى وأنت المستعان!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم!!