عاجل

( عيسى - بحيري ) .. إذا بُليتم فاستتروا

  • 196

التراث غني بالأمثال والمقولات التي تحض المرء على احترام التخصص ، وألا يتكلم فيما لا يُحسنه ؛ منها في آداب طلاب العلم قولهم ( من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب ) ، ومنها في التراث الشعبي المصري قولهم ( ادي العيش لخبازه ).

أستحضر تلكم المقالات حال استماعي إلى ?‏إبراهيم عيسى? أو إسلام بحيري حينما يحاولان خوض غمار مسائل عقائدية أو فقهية مُستعصية على أفهامهما فيأتيان بالعجائب -فعلاً- ، ويصير حالهما مثيراً للشفقة وهما يُعانيان فهم أو تفسير بعض النصوص ، أو الفتاوى العلمية فلا يردهما ذلك عن الخوض فيما لا يُحسنان !!!!

وكأني بـ ( الخبز ) قد أعطي إلى ( الطعمجي ) !! ، فبدلاً من أن يُشكل العجين ويُنضجه ، إذا به يفتته ويقرصه ويحرقه !!!أما إبراهيم عيسى ، فمرةً يُنكِر عذاب القبر واصفًا أحاديث عذاب القبر بأنها أحاديث آحاد ( مع أن أحاديث عذاب القبر مروية عن 40 صحابياً بمجموع طرق يقارب المئة ، وقد وصفها بالتواتر ابن الملقن وابن القيم والقاضي عياض وابن رجب وابن أبي العز والكشميري والمناوي ، وقد نقل أبو الحسن الأشعري "بتاع العقل والكلام" -نفسه- إجماع الصحابة والتابعين على إثبات عذاب القبر )، ومرة يدعي أن مدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يكن فيها حلاقون !!!!!

ولو كان فيها حلاقون لكان للنبي -صلى الله عليه وسلم- مع اللحية شأن آخر -بحسب ادعائه- !!!!! وكأني به لم يعلم أن الناس كانوا يُمارسون الحلاقة ببساطة من دون احتياج إلى من يمتهنها -في الغالب- ؛ حتى أن ما يقارب 1500 من الصحابة حلق بعضهم رؤوس بعض تحللاً من الإحرام بعد عقد صلح الحديبية وعدم إتمامهم العمرة ، فضلاً عن قوله -تعالى- ( لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين ) الذي يبدو أن الأستاذ عيسى لم ينتبه إليه -إذا كان قد قرأه أصلاً- !!!

ومرة تجده -والكلام لا يزال عن عيسى- حائراً في فهم فتوى الأزهر ب ( عدم تكفير داعش ) ، وياليته -إذ احتار- سكت وسأل ، لكنه -كعادته- أخذ يشنشن ويطنطن مُدعياً التناقض بين الفتوى وما ذُكِر في حيثياتها ؛ إذ كيف تكون أفعالهم أفعال غير المسلمين ، وهم -مع ذلك- ليسوا من الكافرين ؟!!!!

( وهو في ذلك يعلن -على الملأ- عدم درايته بأبسط قواعد العقائد التي يدرسها طلاب العلم المبتدئين ؛ أنه لا يلزم من وقوع العبد في الكبيرة كفره ، بل ولا حتى في الكفر ذاته ، فقد يقع العبد في الكفر الأكبر المخرج من الملة لكن يمنع من الحكم بتكفيره مانع كالتأويل المحتمل ، والجهل الناشيء عن عدم البلاغ ، أو الإكراه .... إلخ ).

وإن تعجب فعجب كلامه ؛ إذ يتصور أن التكفير حكم ذوقي ( فداعش كفار لأنهم همج ، والأديب الذي ينكر صريح القرآن لا يصح تكفيره لأنه "جنتل" و "شيك" و "كاتب" !! ) ،والحق الذي لا مرية فيه أن التكفير حكم شرعي خاضع لأحكام الشرع وليس لأهواء مرضى النفوس ، وأذواقهم السخيفة !!! وليس كون المرء أديباً أو كاتباً أو مفكراً بعاصم له من الوقوع في الكفر ، وليست الهمجية وارتكاب المحرمات والكبائر بمبرر لتكفير فرد أو طائفة ما لم توجد مبررات علمية رصينة لهذا التكفير .

وأعجب من هذا كله ، أنك تجد الأستاذ عيسى وهو في حالته "المعروفة دوماً" من المبالغة في ( التفيهق ) و ( التعالم ) و ( ادعاء الثقافة ) لا يخلو عن أخطاء مُضحكة في التهجي وغيره ( تجده دائماً ما يلقب أبا حنيفة ب "النعماني" مُذيلاً بياء النسب !! ) ، لهذا نهمس في أذن الأستاذ عيسى قائلين ( مش عيب أنك تبقى مش عارف ، لكن العيب أنك تتكلم في اللي ماتعرفوش !! ) ، وبعبارة أخرى :?"‏إذا بُليتم فاستتروا?" ،
أما "إسلام بحيري" فـ .. له موضع آخر .