وزير الخارجية الأردني: قدسنا خط أحمر.. ولن تنعم إسرائيل بالأمن إلا في هذه الحالة

  • 43
أرشيفية

شارك وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية في دورته غير العادية على المستوى الوزاري بدعوة مشتركة من الأردن وفلسطين لبحث الأوضاع الخطيرة في مدينة القدس وغزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ونشرت الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية الأردنية بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، اليوم الثلاثاء، النص الكامل لكلمة «الصفدي» والتي جاء فيها:

ها هي القدس، درة المدن، عنوان الصمود، مدينة السلام، ومدينة الثبات، مرة أخرى، تثور ضد الظلم، تنتفض ضد القهر، لتذكر العالم أجمع، أن لا قضية تتقدم عليها، أن لا سلام شاملًا من دون أن تتحرر هي، عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية، التي يجب أن تتجسد حرة مستقلة ذات سيادة.

وقف المقدسيون في وجه الظلم، ثاروا دفاعًا عن حقوقهم في بيوتهم، وفي مقدساتهم، وفي الحياة الحرة الكريمة. والمملكة الأردنية الهاشمية، تقف معهم، بكل إمكاناتها، في مواجهة العدوان وفي حماية الحقوق، وفي الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية وهويتها.

فهذا هو العهد الأردني منذ أن فجر العدوان الصراع، واختلط الدم الأردني والفلسطيني دفاعًا عن القدس وعن كل ثرى فلسطين، وعن حقوق الفلسطينيين في الحرية، والاستقلال، والدولة ذات السيادة.

ويبقى الدفاع عن فلسطين وقدسها ومقدساتها المهمة الأسمى، التي يكرس الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، كل إمكانات الأردن لها.

ومنذ فرضت إسرائيل، بممارساتها اللا قانونية واللاإنسانية واللا أخلاقية، موجة التصعيد والتوتر الأخيرة على القدس وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، قاد جلالة الملك تحركات واتصالات أردنية مكثفة، وبالتنسيق مع الأشقاء في دولة فلسطين، لبلورة جهد دولي فاعل يوقف الانتهاكات، ونحن مستمرون بالعمل مع أشقائنا في دولة فلسطين، ومع باقي الأشقاء والشركاء في المجتمع الدولي، في تحركاتنا المستهدفة وضع حد للعدوانية الإسرائيلية، وممارساتها اللاشرعية، وحماية الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها من تبعاتها.

للمواطنين الفلسطينيين في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة في بيوتهم حق بيّن، سيكون حرمانهم منه جريمة حرب لا يجوز أن يسمح المجتمع الدولي بها، وقامت المملكة باتصالات مع كل عواصم القرار للمطالبة بموقف دولي فاعل يمنع إسرائيل من ارتكاب هذا الخرق الواضح للقانون الدولي.

نحذر من التداعيات الكارثية للاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف. فالحرم، بمساحته البالغة ١٤٤ دونم، هو مكان عبادة خالص للمسلمين. وإدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة صاحبة الصلاحية الحصرية لإدارة شؤونه

سنستمر في المملكة في بذل كل جهد ممكن لحماية الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للمقدسات، والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها

سيتخذ الأردن، كما فعل دوما، كل الخطوات اللازمة لإسناد الأشقاء، وحماية المقدسات وحماية حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وحق المنطقة في السلام العادل والشامل، الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والذي يشكل خياراً استراتيجياً سبيله الوحيد حل الدولتين

على إسرائيل أن توقف فوراً ممارساتها اللاشرعية وانتهاكاتها في الضفة الغربية المحتلة، وعدوانها اللاإنساني على قطاع غزة. فلن تحقق عدوانيتها وخرقها للقانون الدولي إلا المزيد من تأجيج الصراع وتوسعته ودفعه نحو الانفجار.

لن تنعم إسرائيل بالأمن إن لم ينعم الفلسطينيون به. ولن تنعم إسرائيل والمنطقة بالسلام إن لم ينعم الفلسطينيون به. لا قفز فوق فلسطين. ولا قفز فوق القضية الفلسطينية.

ويتحقق الأمن والسلام بانتهاء الاحتلال وبتلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وإطلاق جهد دولي حقيقي يوجد الأفق السياسي المطلوب للتوصل إلى السلام العادل وفق حل الدولتين الذي ينهي الاحتلال هو الأولوية التي يجب أن يتحرك المجتمع الدولي فورا من أجل تلبيتها.

ها هي القدس، درة المدن، مرة أخرى، تثبت وتصمد وتضحي، لتذكر العالم أن مدينة السلام لن تقبل القهر، ولن تقبل الهوان، ولن تقبل الاحتلال. فالاحتلال نقيض السلام، ومن أجل زواله يجب أن تتكاتف كل الجهود.

قدسنا خط أحمر. إسرائيل تلعب بالنار. عدوانية ممارساتها ولا أخلاقيتها ولا شرعيتها تدفع المنطقة تجاه المزيد من الصراع. تقوض إسرائيل فرص السلام، وتهدد أمن المنطقة. وسيكون لاستمرارها في عدوانيتها وعنجهيتها انعكاسات على كل شيء، بما في ذلك العلاقات الأردنية الإسرائيلية.