استشهد الدكتور ياسر برهامي، عضو اللجنة الثقافية بحزب النور، بحديث أسيد بن المتشمس، قال: كنا عند أبي موسى، فقال: ألا أحدثكم حديثا كان رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يحدثناه؟ قلنا: بلى، قال: قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم:«لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج، فقلنا: يا رسول الله، وما الهرج، قال: القتل، القتل، قلنا: أكثر مما نقتل اليوم، قال: ليس بقتلكم الكفار، ولكن يقتل الرجل جاره، وأخاه، وابن عمه، قال: فأبلسنا حتى ما يبدي أحد منا عن واضحة، قال: قلنا: ومعنا عقولنا يومئذ؟ قال: تنزع عقول أكثر أهل ذلك الزمان، ويخلف هباء من الناس، يحسب أكثرهم أنهم على شيء، وليسوا على شيء».
وتابع "برهامي"، للأسف قد أدركنا هذه الأيام ولا يكاد يمر يوم إلا وذبح هنا وقتل هناك، واعتداء هنا واغتصاب هناك واختطاف وسرقة بالإكراه وعصابات من الشباب والرجال، حتى صار هناك نوع من الهلع والرعب المبرر أحيانًا، من طوائف في المجتمع شعروا بالخوف، وهذا الخوف عذاب يلقيه الله عز وجل على الأمم بسبب تقصيرها وبعدها عن دين الله عزوجل، ولا شك أن وجود عدد من الأحداث يمثل ظاهرة، ويمثل أمرًا متكررًا، في طبقات مختلفة من المجتمع، يمثل خطرًا على هذه الأمة وهذا الوطن وعلى الناس فيه، وإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم، قد دعا ربه أن يكون بأس الأمة بينها، فيقول - صلى الله عليه وسلم-: سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا، فأعْطَانِي ثِنْتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُ رَبِّي: أَنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتي بالسَّنَةِ فأعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتي بالغَرَقِ فأعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا.
واستكمل حديثه قائلًا:"والحقيقة التي لا شك فيها أن هذه الظواهر في المجتمع لها أسباب، منها أمراض في القلوب ومنها مرض القسوة، وهو من أخطر الأمراض التي تشقي الإنسان، تُشقيه في نفسه وتشقي من حوله وأصدقاءه، فالقسوة عذاب، استعاذ منها النبي صلى الله عليه وسلم في جملة من أمراض القلوب، التي ينبغي أن ندعو بما كان يدعو النبي بها، فذكر النبي ٢٣ من الأمراض، منها ١٧ نوعا من أمراض القلوب، منها القسوة، و ٦ منها أمراض ظاهرة، وليست الأوبئة والأمراض الظاهرة أشد ألما من أمراض القلوب القلوب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من العجزِ والكسلِ ، والجبنِ والبخلِ ، والهرمِ ، والقسوةِ ، والغفلةِ ، والعيْلةِ ، والذلةِ ، والمسكنةِ . وأعوذُ بك من الفقرِ والكفرِ ، والفسوقِ والشقاقِ والنفاقِ ، والسمعةِ والرياءِ . وأعوذُ بك من الصممِ ، والبُكمِ ، والجنونِ ، والجُذامِ ، والبَرَصِ ، وسيِّئِ الأسقامِ."
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها الدكتور ياسر برهامي، في فاعليات الندوة الثقافية التي نظمتها أمانة حزب النور بمحافظة الأسكندرية، تحت عنوان "لا للبلطجة"
