بعد نشوب الحرب.. ماذا يعني نورد ستريم 2 لأوروبا؟

  • 4499
خط نور ستريم2

نورد ستريم 2 أو السيل الشمال 2 هو خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا، فموسكو لديها أكبر مخزون للغاز الطبيعي في العالم، بينما أوروبا تعد أكبر مستهلك للغاز عالميًا، وتعد موسكو موردها الأكبر عبر سنوات الماضي، ولطالما تطرق البعض لإنهاء تلك العلاقة الهامة للطرفين وتحديدًا أوروبا، لما يشوبها من الاعتماد الاستراتيجي الهائل من أوروبا على الغاز الروسي، مما يعضد من موقف موسكو سياسيًا ويمنحها عامل ضغط شديد الخطورة.

ولعل أزمة أوكرانيا التي بدأت  في 12 مايو 2014، وجهت أنظار الغرب نحو إلغاء خط السيل الشمال أو نورد ستريم فكلاهما مسمى لخط أنابيب الغاز، ويرى الغرب أن إلغاء خط الغاز سيوجع موسكو، إلى أن الواقع يؤكد العكس تمامًا، حيث أن الغاء خط الغاز سيضر بأوروبا للغاية وخاصة ألمانيا، لأن أوروبا لن تجد بديل دائم يوفر لها تلك الكميات الهائلة من الغاز الطبيعي، أما روسيا ستبيع الغاز لمستهلكين آخرين.

ما هو نورد ستريم 2

نورد ستريم 2 هو خط أنابيب يبلغ طوله 750 ميلاً يربط بين روسيا وألمانيا، مع إمكانية تزويد 26 مليون منزل ألماني بالغاز الروسي، ويعتبر أكثر بكثير من مجرد مشروع هندسي، حيث يتجاوز خط الأنابيب بحر البلطيق وأوكرانيا وينظر إليه على أنه يحرم كييف من رسوم العبور المربحة، وفق تقرير نشرته صحيفة "غارديان" البريطانية، ويهدف خط الغاز إلى مضاعفة صادرات عملاق الطاقة الروسي "غازبروم" من الغاز، والتي تتدفق من روسيا مباشرة إلى ألمانيا، في التفاف حول الطريق التقليدي عبر أوكرانيا.

وهو ثاني خط غاز يربط روسيا بشمال ألمانيا، بموازاة مسار الخط الأول الذي بدأ العمل خلال العام 2011، بما يكرس اعتماد برلين بشكل أساسي على واردات الغاز الروسية، ومن المخطط أن ينقل ما مجموعه 55 مليار متر مكعب من الغاز إلى ألمانيا لتتضاعف إجمالي كميات الغاز الروسي إلى ألمانيا وصولاً إلى 110 مليارات متر مكعب سنوياً، ليُنقل الغاز من ألمانيا إلى باقي دول غرب أوروبا عبر شبكة الغاز الطبيعي.

وبلغت تكلفة الخط تقريباً نحو 11 مليار دولار، وتُديره شركة "غازبروم" الروسية العملاقة، فيما شاركت في تمويله خمس شركات أخرى، وأعلن عن المشروع في 2015 وبدأ العمل فيه خلال أبريل من العام 2018، ثم توقف لفترة في ديسمبر 2019، قبل أن تستأنف الأعمال بعد عام من التوقف، ويحصل الاتحاد الأوروبي على 41% من احتياجاته من الغاز من روسيا، في المقابل تكسب روسيا 60% من عائدات وارداتها من الاتحاد، وفق "الغارديان".

وتأتي الأزمة بشأن أوكرانيا في الوقت الذي تكافح فيه أوروبا للتعامل مع ارتفاع أسعار الغاز والانقسامات الداخلية حول كيفية التخلص من الوقود الأحفوري استجابة لحالة الطوارئ المناخية، في حين أن صوت ألمانيا قد يكون حاسماً على الأرجح، فإن إيقاف نورد ستريم 2 سيحتاج إلى دعم من الدول الأعضاء الأخرى، مثل النمسا وبلغاريا، التي تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي، وهاتان الدولتان من بين 10 دول أعضاء في أوروبا الوسطى والشرقية تستورد أكثر من 75% من الغاز من جارتها الشرقية. ويخشى مسؤولو الاتحاد الأوروبي أن أي تحرك ضد نورد ستريم 2 قد يؤدي إلى انتقام من موسكو.

ومنذ أن بدأت فجر اليوم الخميس عملية عسكرية موسعة  في أوكرانيا،  أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، فرض عقوبات جديدة على الشركة التي تقف وراء خط أنابيب نورد ستريم 2، والذي تم بناؤه لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا، وأعلنت ألمانيا أن المشروع سيتوقف بعد أن اتخذت روسيا خطوات لنقل قواتها إلى مناطق بشرق أوكرانيا.

ويقطع "نورد ستريم 2" خمس دول؛ هي (روسيا وألمانيا والدنمارك وفنلندا والسويد) عبر منطقة أوست لوغا في خليج فنلندا، ليمتد في بحر البلطيق ويصل شمال شرق ألمانيا عند مدينة غرايفسفالد، وهو ثاني خط غاز يربط روسيا بشمال ألمانيا، بموازاة مسار الخط الأول الذي بدأ العمل خلال العام 2011، بما يكرس اعتماد برلين بشكل أساسي على واردات الغاز الروسية؛ ذلك أن الخط الثاني -على امتداد 1230 كيلومتر تحت بحر البلطيق- يُضاعف إمدادات الغاز الروسي إلى ألمانيا بأسعار منافسة.

ومن المخطط أن ينقل "نورد ستريم 2" ما مجموعه 55 مليار متر مكعب من الغاز إلى ألمانيا (لتتضاعف إجمالي كميات الغاز الروسي إلى ألمانيا وصولاً إلى 110 مليار متر مكعب سنوياً)، ليُنقل الغاز من ألمانيا إلى باقي دول غرب أوروبا عبر شبكة الغاز الطبيعي.