واصلت السلطات الصحية في مصر، تحذيراتها من ارتفاع معدلات الإصابة بالمتحور الفرعي الجديد لفيروس كورونا، ونصحت بضرورة التعاطي الجاد مع هذه الموجة الجديدة من الوباء، وأخذ اللقاحات التي توفرها الدولة بالمجان، والالتزام بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات وخاصة في الأماكن المغلقة ووسائل المواصلات.
وأكد الدكتور حسام حسني، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا بوزارة الصحة، أن مصر قادرة على تخطي الموجة الجديدة من انتشار الفيروس كما تخطت الموجات السابقة، في ظل ارتفاع أعداد المصابين على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن متحور أوميكرون المنتشر حاليًا هو الأكثر انتشارًا لكنه الأقل خطورة، ونسبة دخول المصابين للمستشفيات والرعاية المركزية هي الأقل منذ بداية الجائحة.
ولفت "حسني" إلى أن مصر تمتلك عددًا كافيًا ووفرة من لقاحات كورونا، لافتًا إلى أن الأعراض الحالية للإصابة بكورونا تتمثل في ارتفاع حرارة الجسم لمدة تتراوح ما بين 24 إلى 48 ساعة وأحيانًا تصل إلى 72 ساعة، والتهاب شديد في الحلق وكحة، لكن نسبة ضيق التنفس ونقص الأكسجين قليلة جدًا.
وأكد توفر الأدوية في وزارة الصحة ويتم صرفها بروشتة طبية بالمجان وفقًا لأحدث بروتوكول علاجي الذي يتضمن الأدوية القديمة والجديدة التي أثبتت فعاليتها في الفترة الماضية، محذرًا من سوء استخدام المضادات الحيوية.
وأضاف "حسني" أن متغيرات BA.5 وBA.4 الفرعية من متحور أوميكرون، تتسم بانتشار أسرع، لكن حدة إصاباتها أقل، لافتا إلى أن عدد حالات دخول المستشفيات والرعاية المركزة تعد الأقل منذ بداية الجائحة في ديسمبر 2019، متابعًا: "هناك حالات بسيطة تدخل المستشفيات، متعلقة بغير الحاصلين على اللقاح أو أصحاب الأمراض المزمنة وأصحاب الأمراض المناعية".
وأوضح رئيس لجنة مكافحة كورونا، أن حدة الإصابة بالفيروس أقل في الموجة السادسة؛ بسبب المناعة المجتمعية المتكونة خلال الفترة الماضية.
وفي ذات السياق، أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس الجمهورية للشئون الصحية والوقائية، أن معظم الحالات المصابة بفيروس كورونا الآن تحت السيطرة وتوضع تحت تصنيف حالات بسيطة وتشبه نزلات البرد وتعالج الغالبية العظمى منها في المنزل من خلال أدوية الأطباء.
وأشار إلى أن الالتزام بالكمامات والتباعد مهم جدا في هذه المرحلة ولجنة إدارة أزمة كورونا في حالة انعقاد مستمر، مشيرًا إلى أن الدولة بذلت مجهودًا كبيرًا لتوفير لقاحات كورونا التي تعطي نوعًا من المناعة التي تقلل مخاطر الأعراض الجانبية بكورونا.
ومن جهته، علق الدكتور وائل سمير استشاري الجراحة العامة بمستشفيات وزارة الصحة، على فلسفة الوزارة في التعامل مع الموجة السادسة لـ"كورونا"، قائلًا إن التوجه العالمي إجمالا هو التعامل مع المتحورات الموجودة، موضحًا أنها ضعيفة وكثيرة ومتنوعة وجميعها في اتجاه تحول الفيروس إلى ما يقارب نزلات البرد أو الإنفلونزا العادية.
وأشار إلى أن أعراض الإصابة بـ "كورونا" أصبحت قريبه من أعراض الإنفلونزا بشكل كبير، بالرغم من انتشار الفيروس بشكل أسرع خاصة أنه فيروس هوائي ولا ينتقل فقط عن طريق الرزاز بل عن طريق الهواء أيضا.
وأوضح "سمير" في تصريح خاص لـ "الفتح" أن الكمامات من الممكن أن تقلل من فرص الإصابة بالمرض لكن لا تمنعه، مشيرًا إلى أن الكمامات التي تمنع من الإصابة بالفيروسات الهوائية هي الكمامات المحكمة تماما، وليست الكمامات العادية، وينصح بها المريض لتقليل فرص نقل العدوى للآخرين.
وأشار إلى أن علاجات كورونا هي نفس علاجات نزلات البرد العادية، ولا توجد علاجات خاصة إلا في حالة وجود مضاعفات والتهابات ويتم وصف الطبيب المضادات الحيوية حسب الحاجه والأعراض الموجودة دون التوسع في العلاجات، لأن جميعها علاجات تحفظية.
وحول استعدادات وزارة الصحة والسكان للتعامل مع الوضع الوبائي للفيروس، فأنه يتم تقييم الوضع محلياً وفقاً للبرنامج القومي لترصد الأمراض المعدية، موضحة أن هناك انخفاض أعداد الوفيات مقارنة بأعداد المصابين، حيث أفادت الدراسات الخاصة بالتسلسل الجيني لعينات فيروس كورونا أن كافة الحالات المصابة، مصابة بمتحور أوميكرون وسلالته الفرعية.
من جانبه، أكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة على جاهزية واستعداد كافة المنشآت الصحية التابعة للوزارة للتعامل مع المستجدات الحالية والمستقبلية للجائحة،
وأكد أهمية رفع الوعي المجتمعي بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية لفيروس كورونا، والحصول على الجرعات التنشيطية من اللقاحات المضادة للفيروس، حيث يتمكن المواطنون ممن هم أكبر من 65 عاماً أو من يعانون من أمراض مزمنة الحصول على الجرعة التنشيطية للقاح بعد مرور 3 أشهر من حصولهم على الجرعة السابقة لها، بينما يتمكن المواطنون الأصحاء الحصول على الجرعة التنشيطية بعد 6 أشهر، وذلك دون الحاجة لتسجيل مسبق.