قال المهندس أحمد الشحات، الباحث في الشئون السياسية: إن ظهور الصين على السطح بقوة يعود لسببين، الأول: ضمور قوة الولايات المتحدة الأمريكية سواء كان هذا الضمور اختياريا بأن تكون هي التي أرادت أن تنكمش قواها لكي تلملم أوراقها حرصًا على مصالحها الاقتصادية أو مراعاة لأوضاع شعبها الداخلية وغير ذلك، والسبب الثاني: ارتفاع قوة الصين وخاصة الاقتصادية، مضيفًا أن معادلة القوى لا ترحم ومجرد ظهور قوى يقَّزِم من قوى أخرى، مؤكدًا أن العالم يشهد ضمورا حقيقيا وانسحابا أو تراجعا في قوة الولايات المتحدة الامريكية.
وأكد "الشحات" - في تصريحات لـ"الفتح" - أن تراجع قوة الولايات المتحدة الامريكية بشكل طبيعي يصب في خانة القوى الدولية التي تلي الولايات المتحدة في القوة وأبرزها روسيا والصين.
وتابع "إذا كان هناك قطبان متقاربان، مثل: الصين وروسيا فإنه بلاشك التعاون بينهما خاصةً في القرارات التي يعرضها مجلس الأمن أو في العلاقات الاقتصادية والعسكرية أو في التنسيق في المواقف؛ يشكلا خطرًا كبيرًا على القوة الأولى.
وأوضح الباحث، أن الصين وروسيا معًا ينافسون الولايات المتحدة الأمريكية على المكانة العالمية، لافتًا إلى أنه أمر سيتكرر في قادم الأيام، مشيرًا إلى أن الصين لم يكن لها حضور كبير في المشهد الدولي سابقًا؛ نتيجة لأنها كانت تهتم فقط بملف الاقتصاد وغزو أسواق العالم دون أن يكون لها حضور كبير في السياسة الدولية، مؤكدًا أن هذا الأمر يتغير مع الوقت أو مع تغير سياسات الدول، موضحًا أن أولويات الدول تغير من سياستها الدولية حسب مقتضيات المرحلة وحسب قوتها الداخلية وتحدياتها التي تحيط بها من الخارج.