لنعود خير أمة.. داعية: على العبد أن يحذر من الشرك والند في محبة وتعظيم الله

  • 34
الفتح - خير أمة

قال الدكتور إبراهيم بركات الكاتب والداعية الإسلامي، إن محبة الله عز وجل هي حياة القلوب وبهجة النفوس، وقرة العيون، وهي التي تعين المخلصين على إرادة وجه الله تبارك وتعالى، وهي غاية أعمال المؤمنين الأبرار والمقربين والصادقين؛ لافتًا إلى قول الله عز وجل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ‌مَنْ ‌يَرْتَدَّ ‌مِنْكُمْ ‌عَنْ ‌دِينِهِ ‌فَسَوْفَ ‌يَأْتِي ‌اللَّهُ ‌بِقَوْمٍ ‌يُحِبُّهُمْ ‌وَيُحِبُّونَهُ".

وأكد الداعية في مقال له نشرته الفتح، أن العبد لا بد أن يحذر غاية الحذر من الندِّ والسوى، والشريك مع الله عز وجل في المحبة والتعظيم؛ لافتًا إلى قول الله تعالى: "ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا يحبونهم كحب الله"، وقوله تعالى: "تالله إن كنا لفي ضلال مبين . إذ نسويكم برب العالمين"، وقال الله تعالى: "ثم الذين كفروا بربهم يعدلون".

وتابع: فقد ذكر الله تعالى مَن اتخذ مِن دونه أندادًا -والمراد أنه ند في المحبة لا في الخلق والربوبية-؛ وأن كثيرًا من أهل الأرض قد اتخذوا من دون الله أندادًا في الحب والتعظيم، ولكن أهل الإيمان أهل المحبة "والذين آمنوا أشد حبًّا لله" محبتهم تامة خالصة صافية، بخلاف غيرهم، وكذلك تسوية الله عند المشركين بآلهتهم لم يسووهم برب العالمين بالخلق والربوبية، بل سووهم في المحبة والتعظيم مع الله، وكذلك العدل كما في الآية الثالثة؛ أي: يعدلون به غيره في العبادة، وهي المحبة والتعظيم".

وأوضح الكاتب أنه من هذا المنطلق نصل إلى سرِّ الوصول إلى الحياة على مذاق الإيمان، ووجود حلاوته وطعمه الذي يدفع بالعبد إلى المعالي في كل مسارات الإيمان؛ لنعود كما كنا خير أمة، وإلى بناء رجال يصدقون فيما عاهدوا الله عليه، كما في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، وذكر منها:


1- "أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما": فلا ند ولا عدل، ولا شريك مع الله عز وجل، وكذلك مع النبي صلى الله عليه وسلم في التأسي والاتباع، وتؤكِّد الآية هذا المعني في قوله تعالى: "قل إن كنتم تحبون الله" أي: تقيموا فرائضه، وأولى الفرائض توحيد الله عز وجل، "فاتبعوني" أي: تكملوا في التأسي دون بدع، "يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم". 

2- "وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله": وذلك إذا كمل الإيمان، وعاش صاحبه على الولاء والبراء لله عز وجل؛ دون ند أو شريك أو عدل؛ إلا إرادة وجه الله والجنة، فإنه بذلك ينال محبة الله عز وجل ومغفرته.

3- وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار: وهذا من أصعب الأعمال على النفوس والقلوب؛ إلا إذا كمل الإيمان وصفا ينبوع المحبة أيضًا من العدل والشريك والسوی، وفي ترك الحرام وكراهية الكفر ما يعين على فعل الطاعات وحب الإيمان.