استشاري نفسي لـ"الفتح": عماد الأمة هم أبناؤها.. وظاهرة الإدمان اضطراب سلوكي يتسم بفقد السيطرة

سناء الأشقر

  • 158
الفتح - مخاطر الإدمان

سناء الأشقر

أكد الدكتور محمد شاكر، استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان - في حواره مع "الفتح "- أن الإدمان مشكلة موجودة في كل البلاد بمعدل انتشار ثابت ومعدله مثل أي مرض و لكن يختلف النوع حسب طبيعة الشعوب، مشيرًا إلى أن تداول هذه المواد بصورة سيئة في وسائل الإعلام أدى إلى سهولة انتشارها.

و أضاف أن العنصر البشري هو أهم مقوم من مقومات التنمية الذي يحقق النمو والازدهار ومن ثم بناء الأوطان،لذا كان من الضروري مناقشة أهم المخاطر التي تواجه (الإدمان ).

وإلى نص الحوار:

   في البداية… كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن الإدمان ،فماذا يحدث للشخص بعد هذا الاضطراب السلوكي ؟

 فقد السيطرة تجاه استخدام مادة معينة أو تجاه تصرف سلوكي معين ،يؤدي الي الإعتماد الجسماني للإنسان على هذه المادة الكيميائية أو التصرف السلوكي مما يؤدي إلى خلل واضطراب في عدة محاور منها :

١) المحور الاجتماعي حيث تسوء علاقة الشخص بجميع من حوله سواء داخل الأسرة أو الاصدقاء والمحيطين و يبدأ الشخص في الابتعاد عنهم أو إثارة المشاكل معهم .

٢) المحور الوظيفي للشخص حيث يقل انتاج الشخص وكفاءته ومهاراته و قد يفقد الشخص وظيفته .

٣) أيضا يحدث للشخص اضطراب جسماني و خلل لبعض وظائف المخ الحيوية.


يفهم من كلامك أن الإدمان أنواع ؟

نعم ،فالإدمان نوعان :

١)كيميائي أي استخدام مواد كيميائية معينة مثل المخدرات.

٢)سلوكي أي ادمان سلوك معين مثل الإباحية و الألعاب.


إذًا بحديثنا عن إدمان المخدرات ،هل تنتشر هذه المواد في البلاد الغنية أم في البلاد الأكثر جهلًا وتفككًا ؟

الإدمان كمشكلة موجودة في كل البلاد بمعدل انتشار ثابت ،ومعدله مثل أي مرض ،ولكن يختلف حسب طبيعة الشعوب فمثلًا الشعوب الغنية تتجه لمواد أعلى سعرًا، والشعوب الفقيرة تتجه لمواد أقل سعرًا ،كذلك الشعوب الهادئة بطبعها تتجه لمواد منشطة أكثر -stimulant- وهكذا.


 فما هي الأسباب التي تدفع بالشباب لهذه المواد ؟!

أهم سبب للانتشار هو سهولة الحصول على المادة أي أن هذه المواد متوفرة في محيط الأفراد مما يسهل وصول الشخص إليها ، وأشير هنا إلى أن كثرة تداول -المخدرات -في -المسلسلات والأفلام - سبب رئيسي للانتشار حيث يوضح للناس أن الأمر منتشر و بسهولة تقدر تحصل عليها ،حتى أن بعض هذه الأعمال يعرض كيفية الهرب من الشرطة والتفلت من العقاب ،فيثبت هذا في ذهن الشاب !!

وثاني أهم سبب هو المشاكل الأسرية مثل الانفصال و كثرة الاختلاف بين الزوج والزوجة ،والحقيقة أن الأسرة هي أساس النجاة ،فعندما تتفكك الأسرة ، لا يجد الشاب مراقب ولا ناصح له و لا جو يحميه من هذه الأمراض الفتاكة .

و يوجد أسباب أخرى مثل البطالة ،والوضع المحبط للشباب ،و تأثير الصحبة الغير سوية فكما يقولون -الصاحب ساحب- ،أيضا مرحلة المراهقة والرغبة في التجربة.


إذًا فما هي مخاطر هذه المواد ؟!

المخاطر قد تكون :-

١)جسمانية أي تؤدي لأمراض نفسية وأمراض ذهانية نتيجة خلل في كيمياء المخ ،كذلك التعرض للاوبئة مثل -فيروس C,B,،AIDS-.

2)مخاطر سلوكية بمعنى عنده سلوكيات غير سوية كالسرقة ،الاعتداء على الناس .

3) مخاطر اجتماعية فأغلب هذه الحالات تصل إلى الانفصال عن أسرهم في النهاية. 


هل تتجاوز مخاطر هذه المواد الفرد وتصل إلى المجتمع ؟

نعم بالتأكيد ،بإدمان هذه المواد يصبح الشخص عدواني و من ثم يثير المشاكل مع من حوله ،أيضا قد يتغير سلوكه ويتجه للسرقة لتلبية رغباته وقد يفعل أي شيء لأن كل ما يفكر فيه هو تلبية رغبته فقط ،فبدل من أن يصبح شخص منتج يصبح عالة على المجتمع ،بدل من أن يتزوج ويكون أسرة يصبح وحيد ويهدم علاقته ،فيصبح أداة هدم لا بناء.


كما يقولون الوقاية خير من العلاج فما هي طرق الوقاية ؟

الوقاية تعتمد على عدة محاور منها :

١) دور الدولة في محاربة انتشار هذه المواد ووضع عقوبات صارمة لمتداوليها ،وكذلك مراقبة ومنع عرضها في وسائل الاعلام -المسلسلات والأفلام- بصورة توضح سهولة تداولها و تجنب العقوبة .

٢) بالنسبة للمجتمع لابد من زيادة التوعية بالمخدارت ،والتوعية لابد أن تكون من أشخاص مدربين ذوي خبرة بمجال علاج الإدمان ، ويقترح أن تكون على شكل مقررات مدرسية في المرحلة الاعدادية والثانوية ، وكذلك التوعية في وسائل الاعلام المسموع والمكتوب ،ولابد أن تكون هذه التوعية بشكل ناضج ومنظم من مختصين بهذا المجال.

٣) دور الأسرة : متمثل في التوعية والمراقبة الواعية للشاب والفتاة لا سيما في مرحلة المراهقة وبناء قنوات حوار ناضجة بين الأب والأم من جهة والأبناء من جهة أخرى ويمتد أيضا لمرحلة العلاج، وأهم دور في الوقاية هو الترابط ،ان يكون الأب قدوة لابناءه، و أن يدعمهم في مرحلة العلاج.


و ماهو العلاج؟

ينقسم العلاج الي قسمين:

١)دوائي عن طريق أطباء متخصصين ،وفي مراكز مرخصة ومعتمدة من وزارة الصحة و يشمل العلاج (علاج الأعراض الجسمانية والنفسية والتسممية و كذلك الأعراض الانسحابية ).

٢) العلاج السلوكي و أشهرها العلاج المعرفي السلوكي أي تغيير المعارف الخاطئة وكذلك السلوكيات الخاطئة الناتجة عن الادمان و اعادة تأهيل للشخص.


ما هي نصيحتكم للشباب والأسرة ؟

المخدرات تغتال الإنسان فبدلا من أن يكون منتج وفعال وعضو في التنمية ،يصبح ثقل وعبء على المجتمع ،فلابد من تكاتف جميع عناصر المجتمع لمحاربة هذا الخطر الداهم ، و لتعلم أيها الشاب أن هذه المواد محرمة، و تأمل قول الله عزوجل ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾. فهي محرمة لضررها و خبثها وما يترتب عليها من أذى ، فهل أنتم منتهون .

الابلاغ عن خطأ