لوبان تتهم حكومة بلادها بالعجز وتدعو لوقف "الهجرة الفوضوية".. وأستاذة علوم سياسية: اليمين حاضر في المشهد بقوة.. وهناك استغلال جيد للأحداث

  • 27
الفتح - أرشيفية

دعت النائبة البرلمانية وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، مساء أمس الأحد، إلى وقف ما وصفته بـ"الهجرة الفوضوية" ملقية اللوم في أعمال النهب الواسعة والاشتباكات على مجتمعات من أصول مهاجرة، معظمها من مستعمرات فرنسية سابقة في أفريقيا.

وفي المقابل، قال وزير الداخلية جيرالد دارمانان إن "التحليل القائم على الهوية يبدو خاطئا بالنسبة إلي"، معترفا في الوقت نفسه بأن المسألة المتعلقة بأفضل طريقة لدمج المهاجرين "مثيرة للاهتمام".

واتهمت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان الحكومة الفرنسية بتحويل البلاد إلى "جحيم" كانت قد توقعته، وذلك في أول خطاب لها في البرلمان مع انحسار أعمال الشغب في فرنسا الأسبوع الجاري.

وقالت لوبان البالغة 54 عاما "الحقيقة أنكم لم ترغبوا في سماع أي من التحذيرات". ويشكل نواب حزبها وعددهم 89، أكبر حزب معارض في البرلمان منذ انتخابات العام الماضي. مضيفة "توقعنا ما يحدث رغم الصعوبات الشديدة. للأسف كنا على حق".

كثيرا ما تحدثت لوبان ووالدها جان ماري عن زوال فرنسا بل عن حرب أهلية، منذ أن ركزت خطاباتهما المتشائمة في سبعينات القرن الفائت على وجود أجانب في فرنسا.

وتابعت "أولا وقبل كل شيء، نحتاج إلى وقف الهجرة الفوضوية".

ولا تزال تداعيات أعمال العنف الأسوأ في المدن الفرنسية منذ 2005، غير مؤكدة، ما يثير تكهنات بشأن الجهة المستفيدة من انهيار القانون والنظام الذي هز ملايين الفرنسيين.

وسعت لوبان وغيرها من اليمين، لإلقاء اللوم في أعمال النهب الواسعة والاشتباكات على مجتمعات من أصول مهاجرة، معظمها من مستعمرات فرنسية سابقة في أفريقيا، استقرت في ضواحي بلدات ومدن منذ الستينات.

ورغم اشتعال أعمال الشغب على خلفية اتهامات بممارسة الشرطة القسوة والعنصرية إثر مقتل الشاب نائل (17 عاما) وهو من أصول جزائرية في باريس، يشعر العديد من المحللين بأن وعد اليمين المتطرف بقمع حازم للجريمة والهجرة، يمكن أن يجذب مزيدا من الأشخاص.

في هذا الصدد، قالت الدكتوره نورهان الشيخ، أستاذة العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن التوتر الحادث في فرنسا الآن ليس وليد اللحظة، بل هو متراكم عبر السنوات القليلة الماضية؛ فمثلا خلال الانتخابات الرئاسية الفرنسية الماضية كان "اليمين الفرنسي" حاضرًا في المشهد بقوة، وكانت الانتخابات صعبة وتمت على مرتين، ومارين لوبان كانت مؤثرة إلى حد بعيد.


وأضافت "الشيخ" في تصريح خاص لـ"الفتح" أن ذلك سينعكس بقوة على الانتخابات البرلمانية المقبلة؛ فالتيار المؤيد لماكرون وحزبه سيحصلون على الأغلبية المطلقة؛ وهذا سيوفر لهم اتخاذ القرارت والتحرك سياسيا بحرية، واليمين حاضر بقوة الآن أيضًا، ويستغل المشهد جيدًا، فمنذ أيام قلائل هاجم جوردان بارديلا رئيس التجمع الوطني اليميني الجزائر قائلًا: "إن الجزائر إذا كانت قلقة على رعاياها فما عليها إلا استرجاعهم".

الابلاغ عن خطأ