اذكروا نعم الله عليكم.. بسيوني: من الأعمال التي تدفع عن الإنسان الهم والغم وتعظم في قلبه الرضا

  • 40
عد النعمة

قال المهندس سامح بسيوني الباحث والكاتب في شئون الأسرة والمجتمع، إن من أعظم الأعمال التي ننساها أو نتناساها في خضم طغيان الحياة المادية، وتأزم الحالة الاقتصادية، وتطلعنا إلى تحسين أحوالنا المعيشية والحياتية، هي تلك الأعمال التي تدفع عن الإنسان الهم والغم، وتعظم في قلبه الرضا وتزيد من امتنانه ومحبته لربه على عطاءه ونعمته.

وأوضح الباحث أن من أعظم هذه الأعمال التي يجب أن نكررها دائما هي: عدّ النعم، مستشهدا بقول الله:  ﴿ يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم ﴾ [فاطر- 3]. وقال أيضا: ﴿ فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون ﴾ [الأعراف- 69].

وأكد الباحث أننا جميعًا في حاجة إلى ذلك وأن الإنسان منا إن غفل عن نعم الله عليه فإن هذا يدفعه للجحود وعدم الرضى عن حاله والغرق في بحور الهموم والغموم،  لا سيما إن نظر المرء إلى ما عند الآخرين وتعامى عن خير الله عليه، فإن هذا من شأنه أن يجعله ساخطا على وضعه، غير راض عن ربه.

وتابع: "فإن رأى أحدنا في يومٍ من الأيام أنه قد ضُيِّق عليه، أو لم ينَل من الدنيا ما نال غيرُه، فـ ليتأمل في مَن هو دونه، وليجلس مع نفسه أو أسرته أو إخوانه ليحصى نعم الله عليه، وليقارن ما عنده بما فقده غيره ﴿ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34]".
وأردف: "وحينئذ تسكن النفوس وترضى عن ربها وتزداد له حبا وشكرا على نعمه، وتدرك أنها تتقلب في نعم الله تعالى ليلا ونهارا، بل إن هذا من شأنه أن يجعل الإنسان منا دائما منكس الرأس أمام ربه، مستصغرا ما يقدمه من أعمال مهما كان حجمها، خائفا من عذابه سبحانه، سائلا إياه الجنة استجداءً لا استحقاقا، لأنه يعلم أنه هالك لا محالة إن طالبه الله بحقه عليه".