عاجل
  • الرئيسية
  • منوعات
  • "الكوميكس".. التنمر في ثوب عصري.. موجة من السخرية تغزو وسائل التواصل الاجتماعي عقب كل نازلة

"الكوميكس".. التنمر في ثوب عصري.. موجة من السخرية تغزو وسائل التواصل الاجتماعي عقب كل نازلة

تربويون: فرق كبير بين خفة الدم والسخرية من بلايا الناس

محمد علاء الدين

  • 22
الفتح - كوميكس أرشيفية

"هو الزلزال جاي متى؟ " "محدش حس بالزلزال زيّ"  "حسيت بالزلزال كان حلو وخفيف" "هو ده زلزال ولا صداع من السفر ولا حلاوة الاستقبال ولا إيه بالضبط ؟" "يا مسهل فاضلة الكبيرة والكل يرتاح" "درجة كمان وهنسيح" .. كانت هذه أغلب ردود أفعال رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع حدوث الزلازل المتكررة التي ضربت المنطقة منذ فترة ومثلها وأكثر في تفاعلهم مع موجة الحر الشديدة التي ضربت البلاد.

وانتقد عدد من خبراء النفس وتربويون تعامل البعض مع الكوارث التي تعم المجتمع وتعاملهم مع القضايا الأخلاقية والاجتماعية وغيرها من المواقف، مؤكدين أن هناك فرقًا كبيرًا بين خفة الدم والسخرية من بلايا الناس.

من جهته، قال الدكتور أحمد علام، استشاري الصحة النفسية، إن الشعب المصري معروف بين شعوب العالم بالمرح (خفة الدم)، وهو أمر اعتدنا عليه، لكن الفترة الأخيرة نجد أمرًا غير معهود على شعبنا وشعوب المنطقة العربية وهو السخرية من البلايا والنوازل التي تحل بالمنطقة.

وأضاف "علام" في تصريحات خاصة لـ "الفتح": "حياتنا كلها أصبحت سخرية وضحكًا واستهزاء بمصائب غيرنا، في حين أن الابتلاءات والعثرات التي نتعرض لها فرصة في مراجعة أنفسنا وحساباتنا دنيويًا ودينيًا".

ويتابع: "الحريق الذي يلتهم شخصًا أو المشاجرة التي حدثت على أحد شواطئ الإسكندرية وتناولتها بعض صفحات السوشيال بالسخرية، دون وضع اعتبار لشعور المصابين في تلك الحوادث، وهذا له أثر سلبي خطير على الفرد والمجتمع؛ إذ يصاب الفرد بالتبلد تجاه تلك الأحداث".

أوضح استشاري الصحة النفسية، أنه لا يقف أمام حرية التعبير أو الكوميكس في حد ذاته، وإنما ينتقد الاستخدام السلبي له، لافتًا إلى أنه يمكن الاستفادة منه بشكل إيجابي دون المساس بأشخاص بعينهم أو تشويه شخص معين، وعلى كل من يستخدم هذا الأسلوب أن يستشعر المسئولية الملقاة على عاتقه في إنتاجه لهذه النوعية من الأعمال".

فيما تقول الدكتور أمنية عطا الله، الاستشاري التربوي، إنه من الضروري أن نسمي الأشياء بمسمياتها الصحيحة، الكوميكس في الأصل عبارة عن مجلات مصورة مثل علاء الدين وبلبل وماجد، ونستخدمها حاليًا في تعديل سلوك الأطفال لأنها تمتاز بالتشويق والإمتاع وجذب الكبار قبل الصغار.

وتضيف "عطا الله" في تصريحات خاصة لـ" الفتح" أن الكوميكس المنتشر على منصات السوشيال يسمى "ميمز" والذي يستخدم فيه مشاهد من المسلسلات والبرامج الحوارية على الفضائيات، وهذا النوع رغم انتشاره الكبير وتأثيره إلا أن سلبياته كبيرة جدًا لأنه أصبح وسيلة لنشر الشائعات والمعلومات المضللة والتي تحدث بلبلة كبيرة بين الناس.

  وأكدت الاستشاري التربوي أننا سنواجه ظاهرة خطيرة وهي موت المشاعر تجاه الكوارث والمشاكل، وستخلق أجيالًا لا تستطيع التفكير في مواجهة الأزمات، ولا تشارك المجتمع مآسيه، وخير دليل على هذا أننا أصبحنا نرى الحرائق مندلعة والجميع يتخذ موقف المتفرج أو ينشغل بتصوير الحادث، أيضًا نشاهد بعض الجرائم التي ارتكبت نتيجة مشادة بين طرفين وكان من الممكن فض النزاع بينهما؛ إلا أن الجميع يقف ليشاهد، ولا يتحرك إلى بعد سقوط أحد أطراف المشاجرة.

واختتمت: "هذه كلها مؤشرات تشير إلى أن تبلد المجتمع من كثرة مشاهدة صفحات الأفشات والألش، والمميز التي ساعدت بشكل كبير في نشر الطاقة السلبية لا كما يقول البعض إنها وسيلة لتفريغ الضغوطات".