بعد نية تركيا طحن حبوب روسيا.. ما مصير "اتفاق البحر الأسود"؟

  • 23
الفتح - بوتين وأردوغان

بعد إعلان تركيا عزمها تحويل الحبوب الروسية التي سيتم إرسالها لبلاده إلى دقيق، لنقلها فيما بعد إلى الدول الإفريقية، يتساءل خبراء ومراقبون حول مصير اتفاق تصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود والذي علقت روسيا مشاركتها فيه.

ويرى خبراء اقتصاد في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز" أن الخطوة التركية باتجاه تحويل الحبوب الروسية إلى دقيق، ونقلها إلى الدول الإفريقية، لا تعني بالضرورة انتهاء اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، ولكنها تخفف العبء عن الدول الفقيرة بمعالجة مشكلة أمنها الغذائي في هذه المرحلة التي تستمر فيها نسب التضخم المرتفعة وغلاء المعيشة في أجزاء كبيرة من العالم.

وأعلن أخيراً الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده تعتزم تحويل الحبوب الروسية التي سيتم إرسالها لتركيا إلى دقيق بقوله: "لدينا رؤية الموحدة مع روسيا، سنقوم بمعالجة الحبوب التي ستنقلها روسيا عبر الممر في البحر الأسود، وبعد ذلك سيتم إرسال هذا الدقيق إلى البلدان الفقيرة في أفريقيا والبلدان النامية".

وانتهت في 17 يوليو الماضي مدة سريان اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي يسمح بتدفق الحبوب من أوكرانيا إلى دول في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، حيث أعلنت روسيا تعليق مشاركتها في الاتفاق لأنه لم يتم تنفيذ مطالب روسيا، بحسب المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف.

وكان الاتفاق، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا، في يوليو 2022 يهدف إلى تخفيف حِدة أزمة الغذاء العالمية على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية بفتح باب التصدير بأمان أمام الحبوب الأوكرانية في الموانئ عبر البحر الأسود، وتم تمديد الاتفاق للمرة الأولى في نوفمبر 2022 حتى 18 مارس الماضي ثم تم تمديده للمرة الثانية أربعة أشهر لينتهي في 17 يوليو الماضي، حيث كانت روسيا قد هددت بالانسحاب من اتفاق أكثر من مرة، إذا لم تتم تلبية مطالبها بتحسين صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة.

وبعد أسبوع من رفض موسكو تجديد مبادرة حبوب البحر الأسود، تعهد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في القمة الروسية الإفريقية التي عقدت في سان بطرسبرغ، بتقديم شحنات الحبوب لبعض أفقر دول إفريقيا بالمجان خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة.