لقي 120 شخصًا على الأقل مصرعهم، في اشتباكات قبلية بدارفور على الحدود السودانية التشادية.
وقال مسؤولون في دارفور: إنه على مدى الثلاثة أيام الأخيرة، تشهد مناطق واسعة بجنوب غربي نيالا أعمال عنف ذات طابع قبلي بين السلامات والبني هلبة، وهما من القبائل العربية بولاية جنوب دارفور، مؤكدين أن القتال خلف أوضاعًا إنسانية بالغة التعقيد نزحت على أثرها أعداد كبيرة من الأهالي.
وأفاد مراسل الغد بأن سقوط هذا العدد الكبير من القتلى هو نتيجة لهشاشة الوضع الأمني في المنقطة، إضافة إلى انتشار السلاح بكثافة في تلك المنطقة.
وأكد أن هذه الحادثة سيكون لها تبعات، فتؤكد مصادر وجود تحشيد بين القبائل، في حين تحاول بعض الشخصيات التوسط، موضحًا أنه لا توجد سيطرة من الجهات الأمنية على الأحداث حتى اللحظة.
كما أفاد مراسل الغد بوقوع اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع فى أم درمان والخرطوم وبحري وفي ولاية دارفور أيضًا.
ولفت إلى أن كثافة الهجمات الأخيرة تأتي اتساقًا مع الاستراتيجية التي يتبعها الجيش السوداني خلال الأيام الأخيرة بتكثيف هجومه على مواقع الدعم السريع.
في هذا الصدد، قال السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الأفريقية، وممثل الجامعة العربية الأسبق بالسودان، ونائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، إن المشهد السوداني الآن معقد وصعب رغم تعدد محاولات التسوية والحل، والصراع في درافور تحديدا ذو طابع إثني، لكن رغم ذلك مستبعد انقسام درافور وتحول الصراع السوداني لحرب شاملة، فهناك الكثير من الجهود المبذولة لاحتواء الموقف والوصول لتسوية سلمية.
وأضاف حليمة في تصريح خاص لـ"الفتح" أن الأوضاع تتجه نحو التدهور لكن هناك محاولات أطراف دولية عدة منها مصر والدول العربية والاتحاد الإفريقي وبعض الدول الأوروبية الكبرى لوقف هذا النزيف والتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة، وينبغي التحرك من خلال محاور ثلاثة في نفس التوقيت وهي الإنسانية والسياسية والعسكرية.
ولفت إلى أن المحور السياسي لا بد أن يأخذ الأولوية الكبرى، فمن خلاله يمكن معالجة المحورين الآخرين العسكري والإنساني، أو على أقل تقدير سيسهم كثيرًا في تخفيف حدة الأزمة العسكرية واحتوائها، وكذلك سيسهم بنسبة كبيرة في توفير المساعدات الإنسانية.