عالم أزهري منتقدا تلاوة القرآن على آلات الموسيقى: يجب أن يتدخل القانون لمنع هذا العبث مع كتاب الله

جبريل -عليه السلام-لم ينزل بسيكا ولا بيكا ولا القراءة بما يسمونه المقامات

  • 103
الفتح - الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف العلمي على أروقة الأزهر الشريف

قال الدكتور عبدالمنعم فؤاد المشرف العلمي على أروقة الأزهر الشريف: القرآن كلام الله المتعبد بتلاوته، لا يليق أبدا في مصر بلد الأزهر والقرآن أن يخرج علينا من يمسك بآلات الموسيقى والمعازف ليلحن بها القرآن ويعلم الناس المقامات، وينشر ذلك عبر الصفحات من بعض الذين يدعون الفن والتنوير، مشيرًا إلى أن هذا أمر خطير ومريب والقرآن أكبر مما يبتدعون، ويجب أن يتدخل القانون لمنع هذا العبث مع كتاب الله الذي يجب أن تخشع له القلوب، وتطمئن له النفوس، وتتنزل الملائكة والرحمات عند تلاوته.

وأضاف "فؤاد" - في تصريحات له-: فالقرآن ليس كلاما أنتجه الأدباء أو الشعراء إنما هو كلام المولى الذي نزل به جبريل على قلب الرسول الأمين ( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين )، وإذا كان الرسول -عليه الصلاة والسلام -طلب أن نتغنى بالقرآن، ونحسن أصوتنا به فلا يعني أن يتغنى به على المسارح، وتعزف مع آياته الموسيقى، ويتغنى به السكارى في الملاهي والمسارح، ولكن يعني أن نقيم أحكامه، ونتعلم ضوابط تلاوته، ومعلوم أن ضوابط قراءته وصداها يظهر في الالتزام بالإدغام الصحيح، والإظهار والإخفاء، والمد، والإقلاب ، والإمالة والتحقيق والتسهيل والإبداال، والمحافظة على المعاني، والسلامة من اللحن ومخارج الحروف وغير ذلك مما نجده لدى كبار القراء مثل الشيخ مصطفى إسماعيل والبنا والمنشاوي ورفعت والحصري رضى الله عنهم ورحمهم جميعا. 

وأشار إلى أن هؤلاء لم تصاحب أصواتهم معازف، ولم يلحن لهم بليغ حمدي، ولا عبد الوهاب ، ولكن تلاوتهم المتقنة كانت هي المصاحبة للخشوع والحزن والتدبر، والكشف لمعاني الآيات الكريمة وتصويرها بدقة، وخشوع! وكأنك تشاهد الحدث القرآني بأم عينيك، ولا يوجد لديهم ما يسمى ( بسيكا أو بيكا) أو غيرهما مما يقال مقامات، لأنهم يعلمون أن جبريل -عليه السلام-لم ينزل بسيكا ولا بيكا إلخ من الأمور التي ابتليت الأمة بها في عهدنا هذا، بل أصبح القرآن لدى من لديه هذه الغرائب المبتدعة مجرد "بزنس" فحسب وبعض القراء لا يعايش ولا يتعايش مع القرآن الذي يجب أن تهتز لسماعه القلوب، ونشاهد ذلك في المآتم وسرادقات العزاء التي تتحفنا بمقاطع منها شبكات التواصل و التي أحسب أنها لا تفيد الميت بشيء لما فيها من غرائب وعجائب لقراء هذا الزمان "قراء أفلام المقاولات"- إن سمح بهذا التعبير المؤلم -. 

واستطرد: نرى هذا العبط الفني الذي يستخدمه رجل يعزف ويلحن لآيات القرآن، والناس يفتحون أفواههم في ذهول ولا ينطقون، مؤكدًا على أنه يجب أن نحترم كتاب الله عز وجل ، ونأخذ بأيدي أبنائنا إلى محفظي القرآن المعتبرين في الأزهر، وأروقته القرآنية، والمنتشرة الآن في كل محافظات مصر ، وكتاتيب القراء المشهود لهم بالحفظ والإتقان، وننبه أن هذا الذي أجرم في حق القرآن ولحن آياته علو أنغام الموسيقى تحت مسمى المقامات، إن هو إلا أفاك أثيم، والقرآن أكبر مما يعمل ويعملون وما يظن المفترون.