معقبًا على زلزال المغرب.. "بسيوني": المؤمن الصادق يجب عليه أن يكون دائم الفكر فيما يصيبه

المؤمن يجب عليه أيضا أن يأخذ العبرة من تلك الآيات فالله عز وجل يرسل بالآيات تخويفًا

  • 85
الفتح - المهندس سامح بسيوني، رئيس الهيئة العليا لحزب النور

تقدم المهندس سامح بسيوني، رئيس الهيئة العليا لحزب النور، بخالص العزاء للأشقاء في المغرب في وفاة مَن توفي في الزلزال "لله ما أخذ ولله ما أعطى، وكل شيء عنده بمقدار؛ فلتصبروا ولتحتسبوا".

وأضاف "بسيوني" -في منشور عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك"-: الله -عز وجل- له في قضاءه وقدره الحكمة التامة، فالخير كله بين يديه والشر ليس إليه، وقد أحسن الله للأمة الإسلامية فيمَن يموت منها بمثل هذه الحوادث؛ إذ قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "الشُّهَدَاءُ ‌خَمْسَةٌ: ‌الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِيقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللهِ".

وتابع: وإن من رحمة الله بأمة الإسلام أيضا أن مثل هذه الحوادث تذكِّرنا بمعاني الولاء لهذا الدين الذي يجمع الدول الإسلامية ويجعل التعاون بينها أكثر من أي تعاون آخر، ويشعر الجميع بشعور الجسد الواحد كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَثَلُ ‌الْمُؤْمِنِينَ ‌فِي ‌تَوَادِّهِمْ ‌وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى"، وهذا الولاء والتعاون لا يتنافي أبدا مع الحاجة إلى تقدير وتعميق المعاني الإنسانية الواجبة على الجميع –والتي تظهر على شكل تعاطف ودعم من كثير من الدول– في مثل تلك الفواجع الإنسانية. 

وأكد "بسيوني" أن المؤمن الصادق يجب عليه أن يكون دائم الفكر فيما يصيبه، فإذا أصابه بلاء فينسب السبب إلى ذنوبه أولًا، مع علمه أنه قضاء الله وقدره، كما قال تعالى: {أَوَلَمَّا ‌أَصَابَتْكُمْ ‌مُصِيبَةٌ ‌قَدْ ‌أَصَبْتُمْ ‌مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (آل عمران: 165) ثم يبادر بالتوبة كما أمر الله تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا} (الأنعام: 43)، ثم يجاهد نفسه على الصبر عند المصيبة، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "عجَبًا لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ".

وأردف: كما أن المؤمن يجب عليه أيضا أن يأخذ العبرة من تلك الآيات؛ فالله عزوجل يرسل بالآيات –كتلك الزلازل وغيرها– تخويفًا لعباده كي يعودوا إلى دينهم وإلى توقير ربهم وإلى تعظيم حرماته وحفظ دينهم؛ فلا يضيعوا معالم دينهم إرضاء لشهواتهم، فقد قال تعالى: {وما نرسل بالآيات إلا تخويفا} (الإسراء: 59)؛ فالله يخوف الناس بما شاء من آية لعلهم يعتبرون، أو يذكرون، أو يرجعون، فقد رجفت الكوفة على عهد ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال: "يأيها الناس إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه"، وذَكر ابن أبي الدنيا عن أنس بن مالك -رضى الله عنه-: أنه دخل على عائشة -رضى الله عنها- هو ورجل آخر، فقال لها الرجل: يا أم المؤمنين حدثينا عن الزلزلة، فقالت: "إذا استباحوا الزنا، وشربوا الخمر، وضربوا بالمعازف، غار الله -عز وجل- في سمائه، فقال للأرض تزلزلي بهم، فإن تابوا ونزعوا، وإلا هدمها عليهم".

وأكد رئيس "عليا النور" أن الواجب علينا أصالة الآن تجاه إخواننا في المغرب هو الدعاء لهم، والعمل على دعم وتثمين مجهودات الجهات الرسمية في تقديمها للمساعدات لهم، سأئلا الله بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى أن يتقبل من مات من أهل المغرب في الشهداء، وأن يشفيَ المصابين شفاءً لا يغادر سقمًا ويجعل معاناتهم مِن روعة الحادث سببًا لمغفرة ذنوبهم، ورفعة درجاتهم، وتأمين لهم من روعة وأهوال يوم الزلزلة الأكبر.