محادثات تركية روسية لزيادة إمدادات الحبوب.. واتفاق مبدئي بتوريد مليون طن

  • 20
الفتح - أردوغان وبوتين

لا تزال تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية تلقي بظلالها الكثيفة على العالم، وخاصة فيما يتعلق بأمن الغذاء والطاقة، وهو ما جعل لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب أردوغان في منتجع سوتشي الروسي، محط أنظار كثيرين حول العالم، أملاً في مناقشة ملف تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، الذي انسحبت موسكو منه يوليو الماضي.

وأكد الرئيس الروسي في تصريحات عقب لقاء الرئيس التركي أنّ ملف اتفاق تصدير الحبوب يحتل جزءًا كبيرًا من المحادثات إلى جانب التطورات في سوريا، والمفاوضات مع تركيا بشأن إنشاء مركز غاز، فيما وصف الكرملين هذه الجولة من المفاوضات بالبناءة. 

أما الرئيس التركي فأكد أنه سيواصل محادثاته مع الرئيس الروسي، وسيطلب منه زيادة إمدادات الحبوب للدول المحتاجة، كاشفًا عن اتفاق يقضي بتوريد مليون طن من الحبوب، لافتًا إلى أن أنقرة تحاول أيضًا حل المشكلات المتعلقة بنظام الدفع والتأمين على الصادرات الزراعية الروسية، وتأمل في تحقيق نتائج إيجابية.

من جهته قال أحمد المالكي الباحث في العلاقات الدوليّة، إنّ معضلة تصدير الحبوب تُلقي بظلالها على دول العالم الثالث، خاصة الدول كثيفة الاستيراد، لافتًا أن الانسحاب الروسي من اتفاقية الحبوب قبل شهرين أضر بالجهود الراميّة إلى معالجة آثار جائحة كورنا وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التي أضرت بمئات الملايين حول العالم، نتيجة انقطاع الصادرات الزراعية والتلاعب بأسعار الطاقة وضرب سلاسل الإمداد والتوريد.

وأكد أحمد العناني، الباحث في العلاقات الدوليّة، أنّ عددًا كبيرًا من الدول الإفريقية والآسيوية تضررت بفعل القرار الروسي بالانسحاب من اتفاقية الحبوب التي جاءت كرد فعل روسي على التوسع الغربي في تسليح أوكرانيا وإمدادها بأسلحة نوعية تغير من خط سر المعركة الجارية بين موسكو وكييف، مشيرًا إلى أنّ الغرب لم يتضرر من هذه الخطوة بقدر الكثيرين حول العالم، ممن يعتمدون على صادرات الحبوب وتتأثر اقتصاداتهم بتقلبات أسعار الطاقة.

وشدد العناني على ضرورة تقديم مبادرة عربيّة فاعلة بقيادة جمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والتعبير عن رؤية دول كثيرة حول العالم، ووضعها على طاولة النقاش، لافتًا أن مفاوضات بوتين وأردوغان استطاعت تمرير مليون طن من الحبوب في الوقت الراهن، متوقعًا أن مباردة عربية قد تدفع الأوضاع قدمًا لحل دائم.