قتل الأسرى والتمثيل بالجثث.. جرائم ميليشيا الدعم السريع تتواصل في مدن السودان

  • 5
الفتح - السودان

أخذت مقاطع انتشرت فيديو خلال حرب السودان بين الجيش وميليشيا الدعم السريع، حيزًا كبيرًا من اهتمام الرأي العام كونها شكلت "صدمة نفسية" جراء تحول القتال إلى ساحة لإظهار سلوكيات متطرفة مثل ذبح الجنود وتقطيعهم إلى أشلاء.

ووصف محامون ارتكاب هذه الجرائم على يد ميليشيا الدعم السريع بـ"المروعة" لمشاعر الإنسانية في العالم أجمع، ففي شهر يونيو 2023 وأثناء اشتداد المعارك في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، انتشر مقطع فيديو عملية اغتيال والي الولاية خميس أبكر.

الطبيبة النفسية مروة إبراهيم وصفت الجرائم مثل ذبح الجنود أو دفن الأحياء بـ"الانتقام الممنهج"، وعزتها إلى "الشخصية الحدية"، أي التي تكون خارج أرض الحدث شخصية طبيعية، ولكن سرعان ما تتبدل داخل موقع الحدث نتيجة حصولها على جرعات عالية من الرسائل السلبية من منطلق الطرفين المتنازعين.

وتقول مروة إبراهيم لـ"الترا سودان"، إن بعض المقاتلين "المرتزقة" قد يرتكبون مثل هذه الأفعال الانتقامية، أي الانتقام الممنهج بتقطيع جسد الأسير أو المواطن بدافع المال مقابل الالتزام بهذه المهام.

وتضيف: "مثل هؤلاء الأشخاص الذين يذبحون الشخص دون أن يقتلوه بشكل عادي، في هذه الحالة تتملكهم الرغبة الملحة في الانتقام، وتسيطر الأفكار السلبية على الأعصاب والخلايا، ويكون الشخص مهتمًا في كيفية التخلص من الشخص الذي أمامه بأبشع طريقة ممكنة".

وكان مفوض حقوق الإنسان بمجلس حقوق الإنسان التابع إلى الأمم المتحدة، تطرق ضمن تقرير قدمه إلى المجلس في مارس الماضي، إلى حادثة قطع رؤوس اثنين من المواطنين في شمال كردفان، قائلًا إن مكتبه تلقى هذه التقارير الموثقة.

فيما يعتقد عضو المجموعة السودانية لضحايا الاختفاء القسري خلال الحرب - المحامي عثمان البصري، أن مقاطع الفيديو التي تظهر الانتهاكات المروعة مثل ذبح الرؤوس أو تقطيع الجسد إلى أشلاء، والتي أُرتكبت بحق المدنيين أو الأسرى من الجيش والدعم السريع، انتشرت على نطاق واسع وتكررت، ما يعني أنها ممنهجة من قبل الطرفين.

وأوضح البصري لـ"الترا سودان"، أن الرأي العام صُدم عندما شاهد مقطع فيديو التمثيل بجثة والي غرب دارفور خميس أبكر في الجنينة من قبل جنود الدعم السريع، إلى جانب دفن الناس أحياء في منطقة "أردمتا" في نفس الولاية بواسطة عناصر الدعم السريع.