داعية إسلامي: الالتزام بالصلاة وصحبة المسجد من أهم طرق الوقاية من العنف والجريمة

محمود أمين: الإدمان يترتب عليه سلوك عدواني من المدمن نحو أقرب الناس إليه

  • 44
الفتح - قراءة القرآن أرشيفية

حذر الكاتب والداعية الإسلامي محمود أمين، من انتشار شرب الخمور وإدمان المخدرات في المجتمع، مؤكدًا أن هذا الابتلاء الذي ابتلي به عدد من الشباب في أوساط مختلفة في مجتمعاتنا تسبب في انقلاب حالهم رأسا على عقب، بل ربما كان أحدهم يعرف من حسن حاله وسمته خلقه وعبادته وصلاحه فلما سلك طريق المخدرات تبدلت أحواله إلى الضد تماما.

وأضاف "أمين" -في تصريحات خاصة لـ"الفتح"-: والمعروف أن إدمان هذه المواد يترتب عليها توليد سلوك عدواني من المدمن حتى نحو أقاربه وألصق الناس به، وسبحان الله الحكيم العليم الذي نهانا عن الخمر وبين أنها من الأسباب الرئيسة التي يسعى بها الشيطان لإيقاع العداوة والبغضاء بين الناس فقال -سبحانه وتعالى- {إِنَّمَا یُرِیدُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ أَن یُوقِعَ بَیۡنَكُمُ ٱلۡعَدَ ٰ⁠وَةَ وَٱلۡبَغۡضَاۤءَ فِی ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَیۡسِرِ وَیَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ} [المائدة: 91].

ونبه على ضرورة التخلص من العشق المحرم الذي يؤدي إلى التعلق الشديد بشخص المحبوب فتتكسر معه القيود ويتم تجاوز الحدود الشرعية، ويسهل على صاحبه فعل ما ينافي المروءة والخلق ويصبح معه الشخص في سكر ربما أشد من سكر الخمر نفسها كما قال الله -عز وجل- {لَعَمۡرُكَ إِنَّهُمۡ لَفِی سَكۡرَتِهِمۡ یَعۡمَهُونَ} [الحجر: 72]، ومرض العشق صاحبه أناني لا يحب إلا نفسه في الحقيقة ولذلك إذا لم يظفر بما يريد ممن يحبه فإنه يسعى إلى الانتقام منه والاعتداء عليه وربما حاول قتله والتخلص منه.

وأكد "أمين" أن الالتزام بالصلاة والاعتياد على بيئة المسجد هي من أهم طرق الوقاية من العنف، فهي من أكبر أسباب النهي عن الفحشاء والمنكر كما قال الله -عز وجل- {ٱتۡلُ مَاۤ أُوحِیَ إِلَیۡكَ مِنَ ٱلۡكِتَـٰبِ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَاۤءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ مَا تَصۡنَعُونَ} [العنكبوت: ٤٥]؛ لأن الصلاة تعود الإنسان على الرقابة الدائمة واستحضار عظمة الله والخوف منه ورجاء ما عنده، وما فيها من ذكر الله يشفي أمراض القلوب، فلما كثر التهاون والتفريط في شأن الصلاة عند كثير من الناس ضعف الإيمان وسكنت القلوب الشهوات والشبهات فسهل ارتكاب العنف والجرائم.

وشدد الداعية الإسلامي على ضرورة الابتعاد عن صحبة السوء؛ إذ إنها تؤدي إلى كل ما سبق من تضييع الصلاة وإدمان المخدرات، ويكثر فيها الحديث عن علاقات الحب والعشق المحرم، كما يشجع أصحاب السوء بعضهم بعضا على مشاهدة الأفلام والمقاطع الخبيثة والتي تحرض على العنف والجريمة ويشجع بعضهم بعضا على ارتكاب العنف والجرائم، ولنا في قصة قاتل المائة -التي وردت في صحيح السنة- العبرة، فقد كان من الأسباب المعينة للرجل على كثرة القتل والاستهانة بالدماء -حتى وصل إلى قتل مائة نفس- هو البيئة التي كان يعيش فيها؛ ولذلك لما أراد التوبة دله العالم على طريق التوبة وهو بأن يترك أرض السوء والتي فيها صحبة السوء وأن يذهب إلى بلد أخرى فيها أناس صالحين يعبد الله معهم.