داعية أزهري: اتباع النبي ﷺ يتحقق بالتزام سنته وهديِه وليس بالاحتفال في يوم معين بمولده

  • 71
الفتح - مشروعية الاحتفال بمولد النبي

قال أحمد عبد الحميد، الداعية الأزهري: إن المسلم مأمور بأن يحب النبي –صلى الله عليه وسلم-، ولا يكتمل إيمانه إلا بذلك، بل ومن الواجب أن يكون هذا الحب أكثر من حب المسلم لنفسه وماله وولده، وانظر لهذا المشهد العظيم؛ حيث كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يمشي مع النبي ويده في يده، فقال عمر: والله يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا نفسي، فقال له النبي: "لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك"، فقال له عمر: فإنه الآن، والله لأنت أحب إليّ من نفسي، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "الآن يا عمر" (رواه البخاري).

وأضاف "عبد الحميد" -في تصريحات خاصة لـ"الفتح"-: فهذا الحديث يوضح أن حب النبي -صلى الله عليه وسلم- من واجبات الإيمان وأكبر أصوله، وأن هذا الحب لا يصح إلا أن يكون أكبر من حب المسلم لماله وولده ونفسه والناس أجمعين، مشيرًا إلى أن المحبة عمل قلبي اعتقادي له آثار لابد وأن تظهر في سلوك المؤمن وأفعاله، ومن أعظم آثار تلك المحبة وجود الاتباع للنبي –صلى الله عليه وسلم– والاقتداء به والاهتداء بهديه، وترك ما لم يكن من سنته؛ فمن يخترع عبادات أو أذكارا أو أورادا أو احتفالات في يوم معين لم يفعلها النبي –صلى الله عليه وسلم– أو لم يدل عليها دليل من سنته فليس بمحب حقيقي ولا بمتبع له. 

وعن احتفال البعض بيوم معين، أوضح "عبد الحميد" أن من يحتفل في يوم معين بمولد النبي –صلى الله عليه وسلم– وهو يظن أنه محب ومتبع هل سأل نفسه "ما دليل ذلك الاحتفال؟ وهل فعله الصحابة أو التابعون أو من بعدهم؟" كلا، لن يجد لاحتفاله بمولد النبي أيا من ذلك ليتابِع عليه.

وأكد الداعية الأزهري أن الحب الحقيقي الصحيح لابد وأن يثمر الاتباع، وهذا الاتباع يتحقق بالتزام سنة النبي –صلى الله عليه وسلم– وهديِه؛ فلم يبق شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار إلا وقد بينته سنة النبي كما جاء في حديث أبي ذر -رضي الله عنه-.