البرهان يؤكد تفضيله الحل السلمي في السودان خلال جولته الإقليمية

خبراء: الجيش قادر على الحسم ولا بد من الحل السياسي.. ومخاطر انتشار السلاح قائمة

  • 25
الفتح - أرشيفية

يواصل السودان حالة التقلبات السياسية والصراعات العسكرية الممتدة منذ فترة؛ وخلال الأيام الماضية أجرى قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح جولة إقليمية، أكد أنه لم يطلب دعمًا عسكريًا من أحد خلالها، وأنه يفضل التوصل لحل سلمي للصراع الدائر الآن ومات بسببه الآلاف ونزح الملايين.

وقال البرهان أيضًا، أثناء لقائه مع وكالة "رويترز"، إنه طلب من الدول المجاورة التوقف عن إرسال مرتزقة لقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية، مؤكدًا أن كل حرب تنتهي بالسلام سواء بالمفاوضات أو القوة، فإلامَ تصل الأمور في السودان؟

في هذا الصدد، قال عمار العركي، الكاتب والمحلل السياسي السوداني، إن البرهان خلال الأيام الأوَل للحرب، وفي ظل دعوات ومبادرات الهُدن والتهدئة، أعلن أن "أي حرب لا بد أن تنتهي بتفاوض وتسوية سلمية"، إضافة إلى أن البرهان بات يأتمر ويتقيد بالتفاف الشعب ووقوفه مع الجيش، الذي يطالب بدحر وحسم التمرد؛ فالحسم العسكري توجُّه ومطلب جماهيري وشعبي.

وأضاف العركي لـ "الفتح": أن البرهان كثيرًا ما صرح بأن التفاوض والحل السلمي يتمحور حول مسار واحد وهو "استسلام وتسليم الميليشيات"، وهذا يشير ضمنيًّا إلى موقف الجيش على الأرض وسيطرته وقدرته على الحسم.

وأشار إلى أن البرهان خاطب الأمم المتحدة ودول الجوار بخصوص عدم مد ميليشيا "الدعم السريع" بالمرتزقة من منطلق أن السودان عضو فاعل ومعنِيٌّ بحماية الأمن والسلم الدوليين والإقليميين، من جهة أن "الدعم السريع" بعد تمردها أصبحت ميليشيات تشكل منظمة إرهابية دولية استجلبت مرتزقة من دول إقليمية وأجنبية، وذكر البرهان أن لديهم الأدلة التي تثبت تورط مواطني تلك الدول كمرتزقة تحارب ضد الجيش السوداني بجانب ميليشيا "الدعم السريع" الإرهابية. 

وأوضح أنه يمكن تفسير ذلك بأنه رسالتان للعالم مفادهما أن الأمر بات مهدِّدًا وخطرًا دوليًّا، والرسالة الثانية تفسر بأنها موجهة لدول الجوار المتماهية والداعمة للإرهابيين بالرجال أو العتاد أو الدعم السياسي مثل تشاد وأفريقيا الوسطى وإثيوبيا وكينيا... إلخ.

وتابع أنه بخصوص تصريحه بخروج الجيش من العملية السياسية، ومدى إمكان ذلك من الناحية العملية الآن، فهذا التصريح ليس جديدًا، بل هو موقف معلن منذ 25 أكتوبر عام 2021م، وقد درج البرهان على تأكيده في كل مناسبة. ومن الناحية العملية فالجيش خرج من العملية السياسية عقب قرار الخروج من عملية الحوار السياسي الذي ترعاه بعثة "فولكر"، وترك الأمر للسياسيين فيما بينهم ليصلوا لتوافق واتفاق، وبعدها سيسلم البرهان السلطة لهم، وهذا الأمر كان يسير وفق التزام الجيش والبرهان لولا التطورات والممارسات التي أضرت بالالتزام من بعثة "فولكر" وقوى "الحرية والتغيير" التي سعت لاستلام السلطة منفردة وإقصاء الآخرين.

وأردف أنه بكل تأكيد إن لم تحسم هذه الحرب عسكريًا أو تفاوضيا؛ ستمتد نيرانها إلى باقي المناطق، التي هي في أصلها حالتها هشة وقابلة للحرب الأهلية وتتوفر فيها عوامل اندلاعها خاصة دارفور، وجنوب كردفان، والنيل الأزرق،... وإلى حد كبير شرق السودان. منوها باستبعاد هذا السناريو في ظل مبادرات وتحركات سياسية داخلية وإقليمية أفضت إلى اختراق جيد في جدار الثقة الداخلي من خلال توافق حول حوار سوداني- سوداني بدأ بالعاصمة الإدارية في مصر، وتطور بتأييد ومباركة ودعم دول جوار السودان؛ ليعلن عنه في أسمرا، وجرى تنفيذه وتطبيقه موخرًا في حاضرة بورتسودان "أركويت" عبر لجان عمل متخصصة.

وأكد أن هذا الطيف الواسع من المكون المدني والسياسي والحزبي والأكاديمي المستقل الذي توافق على الحل السوداني- السوداني بالضرورة يقوي فرص نجاح المكون المدني سياسيًا، في ظل صراع مسلح أسبابه ومحفزاته سياسية، فإذا حدثت التسوية السياسية سيتلاشى الصراع المسلح وينتهي تلقائيًا.

أما منى عبد الفتاح، الكاتبة السودانية، فترى أنه بعد مرو نحو خمسة أشهر على اندلاع الحرب الداخلية، بدت هذه الفترة كفيلة بأن يصبح السودان على حافة هاوية التسلح؛ نتيجة انتشار الأسلحة، ومن المحتمل تمدد الصراع المسلح إلى مناطق مختلفة من البلاد.

وأضافت "عبد الفتاح" أن الحد من انتشار الأسلحة أحد أهم التحديات الرئيسة الذي يزداد صعوبة كلما طال أمد الحرب؛ لأن هناك أسواقًا تعرض فيها مختلف الأسلحة والذخائر للبيع، لا سيما مع خوف المواطنين وإيمانهم بأهمية اقتناء السلاح الناري للحماية والدفاع عن النفس والممتلكات؛ وهذا سببه انعدام الأمن وغياب الشرطة.