خبراء يحذرون: تعليق المساعدات الأمريكية لأوكرانيا سيكون مدمرًا لكييف

  • 30
الفتح - أرشيفية

حذّر خبراء من أن القوات الأوكرانية ستواجه قريبا نقصا في الذخيرة والمعدات الرئيسة، إذا نجح الجمهوريون المناصرون للرئيس السابق، دونالد ترامب، في وقف المساعدات العسكرية الأميركية لكييف.

وأصر كبار المسؤولين الأميركيين مرارا، على أن الولايات المتحدة ستدعم كييف «طالما لزم الأمر»، فيما تعهدت واشنطن بتقديم أكثر من 43 مليار دولار من المساعدات العسكرية، منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، أي أكثر من نصف المساعدات الإجمالية المقدمة من كل الجهات الغربية المانحة.

لكن الاتفاق الذي توصل إليه الكونجرس، يوم السبت الماضي، لتجنب إغلاق المؤسسات الفدرالية الأميركية، لم يتضمّن أي مساعدات جديدة لأوكرانيا في زمن الحرب، بموجب تسوية بين الديموقراطيين والجمهوريين الداعين إلى خفض الإنفاق.

وقال المستشار في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، مارك كانسيان: «سيكون الأمر مدمرا بالنسبة إلى الأوكرانيين إذا توقفت المساعدات الأميركية»، مضيفا «سيضعف الجيش الأوكراني ثم قد ينهار في نهاية المطاف».

وزوّدت الولايات المتحدة، كييف، بترسانة ضخمة من الأسلحة لمساعدتها في القتال، واستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا، وهي تتضمن خصوصا ذخائر أسلحة خفيفة وقذائف مدفعية، وقاذفات صواريخ متطورة ودبابات، ومعدات إزالة ألغام.

وأوضح كانسيان: «تحتاج الجيوش في الحروب إلى تدفق مستمر للأسلحة والإمدادات والذخيرة، لتحل مكان ما دُمّر واستُنفد».

وإذا قُطعت المساعدات الأميركية تمامًا، وهو أمر يصر البيت الأبيض على أنه لن يحدث، فإن التأثير لن يكون فوريا، إذ إن المساعدات المعلنة في السابق ما زالت ستسلّم لأوكرانيا.

وتابع كانسيان: «قد تمر أسابيع قبل أن نرى تأثير ذلك على ساحة المعركة، وقد لا يكون بإمكان موسكو الاستفادة من الوضع لأن الروس مرهقون للغاية في هذه المرحلة».

وبعيدا عن خطوط المواجهة، من شأن وقف المساعدات الأميركية أن يترك ثغرات في الدفاعات الجوية لأوكرانيا، التي تتألف من منظومات من دول عدة تغطي ارتفاعات مختلفة ويجب إعادة تزويدها ذخيرة بانتظام.

وتؤدي هذه الدفاعات دورا رئيسا في حماية المدنيين الأوكرانيين والبنى التحتية من الهجمات الروسية المتكررة بطائرات مسيّرة وصواريخ.

قال مساعد مدير مجموعة أبحاث الدفاع والأمن في مؤسسة «راند يوروب»، جيمس بلاك: «لا يمكنكم استبدال نظام بنظام آخر إذا كانا يعملان بطريقة مختلفة».

وأضاف: «إذا أزلتم المكوّن الأميركي، فأنتم حتما تقللون من فعالية» هذا النظام المترابط.

وقدّمت عشرات الدول، خصوصا في أوروبا، مساعدات عسكرية لأوكرانيا، ورغم أنه يمكنها زيادة الدعم، فإن الفراغ الذي قد يخلفه وقف المساعدات الأميركية سيشكل مشكلة كبرى على المدى الطويل.

وقال بلاك: «سيستغرق الأمر سنوات وعقودا من الجهد حتى تصل أوروبا إلى مستوى تستطيع فيه أن تحل مكان الولايات المتحدة كقوة عسكرية أو قوة في الصناعة الدفاعية».

وذلك «ليس جدولا زمنيا مريحا لأوكرانيا التي تحتاج إلى دعم خلال الأسابيع والأشهر المقبلة».

وما زالت الخطوات المقبلة للجمهوريين الذين يسيطرون على مجلس النواب، غير واضحة.

وقال رئيس مجلس النواب المعزول، كيفن مكارثي، في وقت سابق، الذي كان أعضاء حزبه الجمهوري وراء إلغاء المساعدة لكييف من مشروع القانون الذي تم التوصل إليه لتجنب إغلاق المؤسسات الفيدرالية الأميركية، يوم الأحدالماضي- إنه «سيحرص على أن الأسلحة ستوفَّر لأوكرانيا».

لكن الزعيم الجمهوري حذّر من أن «الحزم الكبيرة» من المساعدات لن يتم الإفراج عنها إلا إذا عُزّز الأمن على الحدود الأميركية-المكسيكية.

وقال لشبكة «سي بي إس»: «لن يحصلوا على حزم كبيرة إذا لم تكن الحدود آمنة».

من جهته، دعا وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الذي أدى دورا رئيسيا في تشكيل تحالف دولي لدعم أوكرانيا ثم في تنسيق المساعدات، الكونجرس في نهاية الأسبوع إلى الوفاة بوعوده.

ودعاهم في بيان إلى احترام التزام الولايات المتحدة وعودها بتقديم المساعدة المطلوبة بشكل عاجل للأوكرانيين الذين يقاتلون للدفاع عن بلادهم.

الابلاغ عن خطأ