السودان على شفير كارثة صحية بعد انهيار واسع بالقطاع الطبي

  • 69
الفتح - السودان

اقترب السودان من الدخول في كارثة صحية، على خلفية تمرد ميليشيا الدعم السريع واستمرار الاشتباكات مع الجيش الوطني منذ 15 أبريل الماضي، إذ نال الدمار من القطاع الطبي وتوقفت عدة مستشفيات عن العمل وتدمرت أخرى بشكل كلي أو جزئي، كما تعاني المستشفيات العاملة من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات وزحام شديد في المستشفيات.

وبحسب آخر إحصائية توقف 70% من المرافق الصحية عن العمل، ما أسفر عن انتشار أمراض الكوليرا والضنك في الولايات وفي مخيمات اللاجئين ونقاط الدخول الحدودية ومراكز الاستقبال المؤقت للنازحين.

كما يشهد القطاع الطبي إضرابًا في أكثر من ولاية ما ضاعف من المأساة التي يعيشها القطاع الصحي وتتركز أبرز مطالب الأطباء حول إبعاد المقرات الطبية عن القصف ومعالجة استراحات الأطباء بالمستشفيات وصرف استحقاقاتهم المالية المتأخرة وصيانة وتحسين وسائل العمل من إعاشة ومياه شرب ونظافة دورية وأدوية ومستلزمات.

كما تتعرض بعض المستشفيات التي لا زالت تعمل بشكل جزئي للقصف العشوائي بشكل شبه اليومي، وتؤكد وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، أن أكثر من 6 ملايين شخص في السودان على بعد خطوة واحدة من المجاعة، مشددة على أن هذه الأعداد ستستمر في التزايد إذا لم تصمت الأسلحة، وأن ما لا يقل عن مليوني طفل أجبروا على ترك منازلهم منذ اندلاع النزاع، وأن ولايات كثيرة شهدت ظهور أمراض قديمة -الملاريا الحبشية وحمى الضنك والإسهالات المائية، ورصدت الجهات المختصة أكثر من 4000 حالة بولايتي القضارف والجزيرة، وأنه لولا دعم مصر والسعودية وقطر بالأدوية لازداد الوضع سوءًا.

وفي هذا السياق، قال سكرتير اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء في السودان، عطية عبدالله إن الوضع الصحي يتدهور من سيئ إلى أسوأ، خاصةً في مناطق العمليات العسكرية، مشيرًا إلى انهيار النظام الصحي تمامًا في غرب دارفور وعدد من المدن بالولايات التي تنتشر فيها الحرب.

ولفت إلى وجود حالات اعتداء متكررة على الكوادر الطبية، واحتلال بعض المستشفيات واستغلالها في الحرب، بجانب انقطاع التيار الكهربائي، متخوفًا من انتشار الأوبئة بشكل أكبر تحديدًا مع بداية هطول الأمطار في ظل نقص الغذاء وانعدامه في أماكن بعينها.

ويرى المهندس أحمد الشحات الباحث في الشئون السياسية، أن الأزمة في السودان ستظل قائمة ما دام هناك من ينفث في النيران، مضيفًا أن إصلاح الأوضاع فيه يحتاج إلى إخلاص وتكاتف القوى الوطنية من أجل إنهاء الانقسام، وتدارك الأمر.

وأكد الشحات أن مهندسي عملية التفتيت يدفعون بالأوضاع إلى حافة الهاوية حتى يختار الناس أنفسهم الانقسام أو التفتيت أو أي حل من هذه الحلول الانشطارية للإبقاء على ما تبقى، وأن يختار الناس هذا الحل على أنه أخف الضررين بسبب استمرار الصراع والخسائر والضحايا وتطور الأوضاع الداخلية.