دعم شعبي واسع لفلسطين في الغرب رغم حظر التظاهرات

  • 34
الفتح - دعم شعبي واسع لفلسطين

أثبتت عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر الجاري، مرة أخرى، زيف أسطورة الاحتلال الإسرائيلي، بعدما فشلت استخباراته في اكتشاف الهجوم مع توافر التكنولوجيا الحديثة لديه، وهو ما جعل الغرب العنصري وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية؛ يُقدم كل أنواع الدعم للاحتلال الصهيوني بداية من الذخيرة بأنواعها وحتى الأسلحة الثقيلة والدعم التقني والاستخباراتي لقتل الفلسطينيين في غزة.

وعقب العملية توالى الدعم الغربي للاحتلال، الذي يواصل قصف قطاع غزة ومستشفى الأهلي المعمدان بكثافة ، ما أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف وتدمير آلاف المنازل ونزوح الآلاف من سكان القطاع وذلك وسط الشُحّ الشديد في الغذاء والدواء والمياه والكهرباء ووجود مئات بل آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

ولم يتوقف دعم الغرب لعدوان إسرائيل على الفلسطينيين في غزة على سلاح تكنولوجيا الحرب فحسب، بل أنهم منعوا كل أشكال التضامن الشعبي في أمريكا وأوروبا مع الفلسطينيين ورفضوا إقامة التظاهرات ومسيرات دعم فلسطين والتنديد بما تفعله إسرائيل في غزة، وإن كان الضغط الشعبي نجح في إقامة تظاهرات في بعض الدول الأوروبية والولايات الأمريكية.

ومنعت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، بحجة تحول الاحتجاجات إلى العنف، واعتقلت ألمانيا بعض المتظاهرين، وأطلقت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق مسيرة لدعم الفلسطينيين، وأعلنت أستراليا فرض إجراءات استثنائية خاصة لمنع مسيرات دعم فلسطين عبر التوقيف والتفتيش، وأيضا المجر.

وعلى الرغم من ذلك، شهدت عدة دول أوروبية وولايات أمريكية تظاهرات حاشدة تندد بالعدوان الإسرائيلي وتطالب بإنهاء الاحتلال ووقف دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، وإنهاء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين في نيويورك ولوس أنجلوس وشيكاغو وأمام جامعة كولومبيا وفي فرنسا وألمانيا وبريطانيا وروما وميونيخ وإسطنبول وبلغراد، والدنمارك وإسبانيا وكندا وهولندا وسريلانكا بجانب دول العالم العربي والإسلامي، ودعا المتظاهرون إلى تحرير فلسطين متهمين إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة.

وفي هذا السياق، قال المهندس أحمد الشحات، الباحث في الشئون السياسية، إن دول الغرب التي تدَّعي تبني الحريات وحقوق الإنسان وحرية التعبير وغير ذلك من الشعارات الزائفة التي ترفعها ثم تكيل بمكيالين واضحين، مضيفًا أنه إذا كان الأمر يصب في نصرة الإسلام والمسلمين فإنهم لا يعرفون حقوق إنسان ولا حيوان ويكشرون عن أنيابهم ويظهرون وجهًا شرسًا بشعًا لا يعرف الرحمة ولا الإنسانية.

وأشار "الشحات" في تصريح لـ "الفتح"، إلى أنه إذا كان الأمر على هواهم ويتوافق مع أجندتهم فربما نظموا مظاهرات وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها من أجل حيوان أو من أجل حقوق المنحرفين وغيرهم، موضحًا أن هذه المواقف تفضح دعاة المدنية والعالم الذي يزعم أنه متحضر.

وبينما أشاد بمن يتظاهرون دفاعًا عن إخوانهم المسلمين في فلسطين، أكد الشحات أنها قد تكون إحدى الوسائل التي تعبر عن الرأي ولكنها ليست الوسيلة الوحيدة، موضحًا أن هناك وسائل أخرى أكثر نجاحًا وإيلامًا وإيجابية وفي مقدمتها نشر الوعي بالقضية الفلسطينية وأن ينصروهم بالمال إذا استطاعوا إلى ذلك سبيلًا وأن يحيي كل منهم القضية في نفوس الناس وأن يكفوا عن الذنوب والمعاصي لأنها وسيلة وسبب مباشر للهزيمة وأن يبذلوا الوقت والجهد في الدعاة والتضرع إلى الله تبارك وتعالى أن ينصرهم، وغيرها من الوسائل الإيجابية التي تُنصر بها القضية.

وأشار غريب أبو الحسن عضو المجلس الرئاسي لحزب النور إلى أن فلسطين ليست قضية الفلسطينيين أو العرب فحسب، بل هي قضية كل مسلم لأنها تمس مقدسات المسلمين، مضيفًا أن فلسطين قضية كل مسلم لأن المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثاني الحرمين وإليه تشد الرحال لما للصلاة فيه من عظيم الأجر

وقال أبو الحسن في تصريح لـ "الفتح"، إن فلسطين قضية كل مسلم لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من أعمال القهر والعدوان على يد جيش الاحتلال الصهيوني وعلى يد قطعان المستوطنين، لافتًا إلى قول النبي ﷺ: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه"، وقوله ﷺ "مثل المسلمين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

 ونبَّه عضو المجلس الرئاسي لحزب النور، إلى محاولات دول أوروبا منع انطلاق المظاهرات في كل دول العالم وتصديها لها بخشونة وعنف، رغم أن التظاهر من آليات الديمقراطية التي يتشدق بها الغرب، والتي يتبجحون دائمًا باختبار الأنظمة حول العالم في الديمقراطية وآلياتها ووسائلها، ويصنفون العالم لمتخلف ومتحضر حسب موقف الدول من الديمقراطية بل ويوقعون العقوبات على الأنظمة التي تخالف معاييرهم للديمقراطية، لافتًا إلى أن الأقبح من ذلك هو تقديمهم الدعم والمساعدة والمساندة للكيان الصهيوني الذي يتفنن في انتهاك حقوق الفلسطينيين".

وأردف أبوالحسن أن الغرب أقام الدنيا عندما نفذت المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى، وبكى بعضهم حزنًا على ما لحق بالكيان المغتصب وأهله، ووصفوا الفلسطينيين بالقسوة والداعشية ولم يسألوا أنفسهم لماذا يقاوم الفلسطينيون؟- مجيبًا: "ألم يتم احتلال بلادهم عام 48، ألم يهجروا ويحاصروا في غزة وهي تشكل ١% من أرضهم، ألم تبنِ إسرائيل سورًا حتى تمارس ضدهم التجويع والحصار، ألم تقصف إسرائيل غزة مئات المرات وتهدم البيوت فوق أهلها!".

وشدد على أن الغرب المنافق يعمي عينيه عن جرائم إسرائيل ولا يرى إلا المقاومة الفلسطينية عندما ترد العدوان مرة أو عندما تطلق صواريخها محدودة الدمار، قائلًا: "يريدون منا أن نُقتل في صمت دون أن نصرخ أو نعترض".

وأكد "أبو الحسن" أن مساعدة المحتل الصهيوني ليس بغريب على من احتل ديارنا دهرًا ونهب خيراتنا عمرًا، ومارس ضدنا صنوف التنكيل في حقبة الاحتلال عندما كانت دول أوروبا تحتل دول الجنوب بالحديد والنار.

وأشار إلى أن ما يحدث من أزمات ومحاولات لتصفية القضية الفلسطينية حري أن يدفعنا للحفاظ على جبهتنا الداخلية والالتفاف حول مؤسساتها والحذر من إعلام جماعات التطرف الذي يبث من بريطانيا إمبراطورية الاحتلال والتي هي السبب الرئيسي في استقدام اليهود من كل بقاع الأرض.