• الرئيسية
  • الشارع السياسي
  • الأمين العام للدعوة السلفية: أحداث غزة كاشفة لمدى قرب أمتنا من دينها فكلما تمسكنا بشرعنا تحقق وعد ربنا بالنصر لنا

الأمين العام للدعوة السلفية: أحداث غزة كاشفة لمدى قرب أمتنا من دينها فكلما تمسكنا بشرعنا تحقق وعد ربنا بالنصر لنا

"الهواري": التوبة النصوح والاستعانة بالله والصبر هو طريق النجاة من هذه الغمة التي حلت بأمتنا

  • 136
الفتح - شريف الهواري، الأمين العام للدعوة السلفية

قال شريف الهواري، الأمين العام للدعوة السلفية بمصر: إن أحداث غزة كاشفة لمدى قرب أمتنا من ربها ودينها، فكلما تمسكنا بشرعنا وديننا تحقق وعد ربنا -سبحانه وتعالى- بالنصر لنا، ولم يسلط علينا أعداءنا، ولنا في التاريخ عبر ومواعظ؛ إذ كانت الأرض المقدسة مع بني إسرائيل حتى بغوا في الأرض وظلموا وأفسدوا فيها؛ فسلط الله -عز وجل- عليهم العمالقة فاستحوذوا عليها وتملكوها.

وأضاف "الهواري" -خلال كلمته بندوة "فلسطين في القلب"، التي نظمتها الدعوة السلفية بالإسكندرية-: وبقي حالهم هكذا حتى بعث الله تعالى موسى وهارون -عليهما السلام- وآمنوا معهم فأمرهم موسى -عليه السلام- بدخول الأرض المقدسة وقتال أعدائهم وبشرهم بالنصر والظفر عليهم، فنكلوا وعصوا وخالفوا أمره، فعوقبوا بالذهاب في التيه والتمادي في سيرهم حائرين لا يدرون كيف يتوجهون وذلك مدة 40 سنة عقوبة لهم على تفريطهم في أمر الله، يقول الله -عز وجل-: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ} [التوبة: 21]، وظلوا على هذا التيه حتى  كادت المدة أن تنتهي. وانشغل موسى -عليه السلام- بتربية النشء وكان منهم يوشع بن نون -عليه السلام-. ثمّ بعد موسى، قال بنو إسرائيل ليوشع: يا نبي الله أرهقنا التيه، فأخبرهم بأن الحل هو توبة جماعية والصبر على الطاعة والقضاء والقدر، فقالوا: نفعل وخرجوا من التيه ودخلوا على العماليق وقاتلوهم ودخلوا الأرض المقدسة.

وأكد "الهواري" أن التوبة النصوح والاستعانة بالله والصبر هو طريق النجاة من هذه الغمة التي حلت بأمتنا، يقول الله -تعالى-: {قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [التوبة: 128]، ولنا في صبر النبي -صلى الله عليه وسلم -وأصحابه -رضوان الله عليهم- عظة وقدوة، فتجد في بعثة النبي المواقف العديدة، بداية من البعثة والغضب الشديد من جانب قريش وطعنهم في النبي -صلى الله عليه وسلم- وطعنهم في القرآن الكريم، ثم المقاطعة الجائرة للمسلمين وحصارهم في شعب أبي طالب.

وتابع "الهواري": واستمر التضييق بعد وفاة أبي  طالب، ومرت الأيام وخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الطائف وقابلوه أسوأ استقبال، ثم عودته إلى مكة التي أوذي فيها، ومعه زيد بن حارثة -رضي الله عنه- يبكي ويقول "كيف تدخل عليهم -يعني قريشًا- وهم أخرجوك؟"، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "يا زيد إن الله جاعل لما ترى فرجًا ومخرجًا، وإن الله ناصر دينه، ومظهر نبيه".

واستطرد: ثم كانت بعد ذلك رحلة الإسراء والمعراج إيذانا برجوع المسجد الأقصى للأمة، لموارثة أمتنا للأرض المقدسة، التي سُحبت من بني إسرائيل لانحرافهم عن العقيدة والإسلام، متابعا: ثم تولى أبو بكرٍ الصديق -رضي الله عنه- الخلافة بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان أول ما أمر به هو إتمام بعث أسامة -رضي الله عنه- لغزو الروم، وأرسل بعد ذلك أبو عبيدة على الشام وخالد على العراق، كل هذا الإعداد والتأهيل لدخول الأرض المقدسة.

وقال الأمين العام للدعوة السلفية: وحدث ما حدث في خلافة عمر -رضي الله عنه- فدمر فارس والروم، وتلاها دخول المسلمين الأرض المقدسة وحصار أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- لبيت المقدس، وطلب من أهلها الصلح، ولكنهم رفضوا، وقال رهبانهم: لن يفتحها إلا رجل له أوصاف في كتبنا، وذكروا بعض الأوصاف التي وردت في كتبهم لمن يفتح بيت المقدس وليست لأحد من قادة جيوش المسلمين أمامهم. فأرسلوا إلى الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-؛ ليحضر ويتسلم مفاتيح بيت المقدس بنفسه، فاستجاب الفاروق عمر -رضي الله عنه- وحضر هو وغلامه يتناوبون على ركوب الدابة، فلما بلغ بيت المقدس خرج إليه أسقفها وعرفه بأوصافه، وأخذ الأساقفة يتساءلون فيما بينهم "أهو هو"؟ ويجيب بعضهم "نعم إنه هو" يعنون عمر -رضي الله عنه-. وكتب عمر بن الخطاب لهم الأمانَ، فسلم الأسقف مفاتيح القُدس له، وتَمَّ الفَتْحُ، ودخل عمر بيت المقدس من الباب الذي دخل منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.