أكد شريف الهواري، الأمين العام للدعوة السلفية، أن التوبة والعودة إلى الله وإلى صراطه المستقيم من أهم أسباب رجوع بيت المقدس والمسجد الأقصى للمسلمين وتطهيره من دنس اليهود. مستشهدا بقصة بني إسرائيل مع أنبيائهم "موسى وهارون ويوشع"، عليهم السلام، وأنهم لم يتمكنوا من فتح بيت المقدس ودخوله إلا بتوبة جماعية وبرجوعهم إلى الله بعدما عصوه ورفضوا أمر نبيهم موسى عليه السلام.
وقال "الهواري" -في مقطع مرئي له عبر موقع "أنا السلفي"-: بعد موت موسى وهارون في مرحلة التيه خلَفهما يوشع بن نون النبي، غلام موسى الشهير، فقال له بنو إسرائيل يا نبي الله أصبحنا لا نستطيع؛ وذلك لأن التيه أثر فيهم وضعفوا وأنهكوا، وكانوا كلما انطلقوا يعودون بعد السنة والسنتين إلى نفس المكان، فقال لهم: إن السبب هو الجرم بمخالفة أوامر الله وأوامر موسى وهارون، عليهما السلام، وأمرهم بالتوبة الجماعية، والعودة إلى الله، فامتثلوا لأمره وتابوا إلى الله وعادوا إليه.
وأضاف: لقد كانوا في "تيه" لمدة 40 سنة، وليس معهم أي عدة ولا عتاد ولا إمكانيات، لكن أخذوا بالأسباب، وتذكروا توجيهات موسى، عليه السلام، في قوله تعالى: {قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128]، وقوله تعالى {وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ} [يونس: 84].
وتابع "الهواري": تذكروا فتوكلوا على الله وأخذوا بالأسباب، وكانوا كلما انطلقوا لا يصلون، وبعد أن توكلوا على الله ورجعوا إليه وتابوا، انطلقوا فوجدوا أنفسهم على مشارف الأرض المقدسة، والعماليق في وجوههم مباشرة، متابعا: وبدأت المعركة بإمكانيات بسيطة لا تكاد تذكر.
وذكر أمين الدعوة السلفية، أن "يوشع" نظر إلى الشمس وكانت أوشكت على أن تغرب، وكان في عقيدة بني إسرائيل أنهم لا يقاتلون في ليلة السبت ولا في يوم السبت، فخشي أن يوقف القتال فيتقوى العماليق، فقال يا شمس: أنت مأمورة وأنا مأمور، ثم دعا الله أن يوقفها، وذلك قبل غروب الشمس ودخول تلك الليلة، فتوقفت الشمس في السماء بين العصر والمغرب حتى انتهى من قتال العماليق، وفُتح بيت المقدس وفتحت الأرض المقدسة.