• الرئيسية
  • الشارع السياسي
  • "لماذا يبالغ في إجرامه ضد الفلسطينيين؟".. أحمد الشحات: العدو الصهيوني لم يحقق أي مكاسب حقيقة منذ بداية "طوفان الأقصى"

"لماذا يبالغ في إجرامه ضد الفلسطينيين؟".. أحمد الشحات: العدو الصهيوني لم يحقق أي مكاسب حقيقة منذ بداية "طوفان الأقصى"

الاحتلال يتنفس رعبًا ولا يستطيع فعل شيء سوى إلقاء أطنان من المتفجرات من أعلى حتى أنه غير قادر على المواجهة على الأرض رغم عدة جنوده المُدججون بالسلاح

  • 76
القتح - المهندس أحمد الشحات، الباحث في الشئون السياسية

طرح المهندس أحمد الشحات، الباحث في الشئون السياسية، سؤالا: "لماذا ينتفض العدو الصهيوني بهذه الطريقة في العدوان على غزة وأهلها؟"، مجيبًا "لأن العدو فعلًا رغم آلامنا وشعورنا بالضعف والعجز فإنه في الحقيقة لم يحقق شيئًا لا عبر تاريخه ولا حتى في المرة الأخيرة في عدوانه على غزة رغم دخولنا على شهر في عملية طوفان الأقصي في لغة المكاسب والخسائر".

وأوضح "الشحات" -خلال كلمته في ندوة الدعوة السلفية "فلسطين قضية أمة"، مساء السبت- أن هدم البيوت والمنازل والمستشفيات والمساجد خسارة بلا شك، لكن في النهاية هذا ليس هو المكسب الحقيقي الذي يرجوه الاحتلال الإسرائيلي، هناك قتل للأطفال والنساء والشيوخ والعجائز، نعم خسارة، ولكن ليس هذا أيضًا هو  المكسب؛ فالمكاسب التي يريدها الاحتلال هو ترك أهل غزة لأرضهم وأن يقبلوا بالتهجير، وأن توافق مصر على هذا المسلسل، وأن تستسلم المقاومة ويدمروا البنية العسكرية التحتية لها ويتمكنوا من القبض على قادتها ويدمروا الأنفاق.

وأكد أن كل هذا لم يستطع الاحتلال تنفيذه إلى الآن، بل إنه مذعور ومرتبك ويتنفس رعبًا، ولا يستطيع فعل شيء سوى إلقاء أطنان من المتفجرات من أعلى حتى أنه غير قادر  على المواجهة على الأرض؛ فمنذ أسبوع وأكثر وهو غير مستقر "هل سيجتاح بري أم لا؟"، وحين يقرر الاجتياح يتراجع مرة ثانية رغم أن جنوده مدججين بالسلاح! ومع ذلك بفضل الله تبارك وتعالى ألقى الله في قلوبهم الرعب؛ لذا لا يوجد لهم أي انتصارات أو تحقيق لأي مكاسب.

وأضاف "الشحات" أن نتنياهو في ورطة حقيقية؛ لأنه لا يعلم كيف سيواجه شعبه؟ وما الانتصار الذي حققه؟ ولماذا لم يستطع تحرير أسراهم إلى الآن؟ وما الذي حققه فعليًا من الأهداف المعلنة التي قال عليها؟ بل على مدار التاريخ بفضل الله تبارك وتعالى منذ 75 عامًا في بلادنا ولم يحقق شيئًا، نعم هناك ضريبة تُدفع فهناك قتل يجري وأثمان تُدفع، ولكن ليس هناك أي انتصارات استراتيجية.

وأشار إلى أن كل الخطورة كانت تكمن في انتصارهم من خلال التطبيع الشعبي وأن ينتقل الأمر إلى تطبيع الشعوب مثل ما حدث في الإمارات، وأن يتعامل الناس مع هذا العدو كأنهم يتعامل مع صديق، وأن تُنسى قضية العداوة وتُنسى قضية الصراع، بل أن تتعامل مع إسرائيل على أنها دولة صديقة، فهذه كانت الخطورة؛ لأجل هذا نحن نستبشر خيرًا بهذه العملية الأخيرة؛ لأنها أفاقت الأمة الإسلامية حتى الدول التي وقعت تحت براثن التطبيع طردت السفير وهذا خير نتمناه.

وتابع "الشحات": حين يتم التطبيع مع العدو أنت كذلك تُعطيهم صك الأمان الذي فقدته إسرائيل، فمنذ أن تأسست وهي تحارب ومع ذلك لم تصل لمرحلة الترحيب الذي تتصوره وهي تتخيل أنه من خلال التطبيع الجميع سيرحب بها، وهذا ما لم يتم رغم المحاولات الحثيثة من أجل تحويل التطبيع إلى قضية شعبية، بل إن بعض الدول كانت قاب قوسين أو أدنى من عقد اتفاقيات سلام مع الكيان المحتل، حتى جاءت عملية طوفان الأقصى.

وشدد الباحث في الشئون السياسية على أن قضية التطبيع جريمة في حق الأجيال، فهناك فرق بين أن تكون عاجزا عن المقاومة، عاجزا عن طرده من أرضك، لكن يبقى العدو وتبقى عداوته. تخيل أن مناهج التعليم والإعلام والصحافة حتى الجيوش تربت على عقيدة واحدة، وهي العقيدة القتالية وأن إسرائيل هي العدو الأول في المنطقة، ولكن التطبيع كان معناه أن تصير هذه الكلمة جريمة؛ لأن التطبيع معناه عودة العلاقات الطبيعية على كافة المستويات، معناه أنه لا يوجد حرب أو عداوة أو خصومة، أو أرض محتلة أو مسجد أقصى أسير، كان يراد أن تدخل الأمة في مسلسل التطبيع، ولكن نحن الآن نستطيع بإذن الله أن نقول "إن هذا المسلسل قد مات وذهب إلى مزبلة التاريخ، على الأقل شعبيًا. ومن سيحاول بعدها التقدم في هذا المسلسل خطوة واحدة سيكون في حرج شديد بعد أن اتضح الإجرام الصهيوني وبلغ ذروته".