تساءل إيهاب الشريف، الداعية الإسلامي: أين طوفانك التعبدي؟ أبو معاوية الأسود [أبو معاوية الضرير] كان من رواة الحديث، وكان ضعيف البصر، فكان هناك حصن من الحصون محاصرًا، وكان على الحصن علج رومي أكثر في المسلمين النكاية، فذهبوا لأبي معاوية فقرأ "وَمَا رَمَيۡتَ إِذۡ رَمَيۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ" وقال: استروني منه، ثم قال: أين تريدون بإذن الله؟ [يقصد اختاروا المكان الذي تريدون الإصابة فيه] فقالوا المذاكير، فقال: أي رب سمعت ما قالوا فأعطني ما قالوا، بسم الله، ثم رمى، فسقط وأصابه السهم حيث أرادوا، فقال شأنكم به. وأبو مسلم الخولاني جاءت امرأة وخببت عليه زوجته فسأل فقالوا فلانة، فدعى عليها فعميت، فعرفت المرأة فتابت فدعى لها فرجع بصرها.
وأضاف "الشريف" -خلال كلمته في ندوة "فلسطين قضية أمة" التي نظمتها الدعوة السلفية بمصر- : نور الدين زنكي كان له ركعات قبل الفجر يصليها، ومن مواقفه المعروفة أنه سجد مرة عند تل يسمى"تل حارم" وظل يدعو وقال: اللهم انصر أولياءك على أعدائك ولا تنصر محمودًا، ومن محمود الكلب حتى تنصره، (وإن كان لا يشرع الدعاء على النفس ولكنه فعل ذلك ودعى على نفسه). فرأى أحد أئمة المساجد النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام وهو يبشره برحيل الفرنج عن دمياط، وأمره أن يذهب لنور الدين ويبشره، قال فقلت: يا رسول الله وكيف يقبل قولي؟ قال: قل له بعلامة ما سجدت عند تل حارم وقلت: (وذكر دعاءه)، فذهب الإمام فوجده يصلي فانتظر بعد الصلاة ثم قال له يبشرك رسول الله بهزيمة الفرنج ورحيلهم عن دمياط. فقال ما الأمارة؟ قال: بأمارة ما سجدت عند تل حارم، قال: قل الأمارة كاملة، فقالها. فبكى نور الدين، وتم تأريخ تلك الليلة، ووجد الليلة التي جاءته البشارة هي تلك الليلة التي رحل فيها الصليبيون عن دمياط.
وتابع قائلا: ألا يمكن أن تكون الليلة التي صليت فيها ودعوت وبكيت وتضرعت تكون سببا في سقوط قذيفة من قذائف اليهود ولم تنفجر أو في رمية من رميات المجاهدين تفجر دبابتين أو ثلاثة أو أربعة، متسائلا.. فأين الدعوات؟ نريد أن نكون في ظهورهم في العبادة، في قيام الليل وقبل ذلك نريد تجويد الفرائض، هل هناك جديد في خشوعك في صلاتك؟ متى كانت آخر دورة سمعتها عن الخشوع في الصلاة؟ متى كان آخر كتاب قرأته عن الخشوع؟ تجويد الذكر وتجويد التلاوة؟ يا إخوة احفظوها: الأجور على قدر الحضور، قد يفاجأ أحدنا أنه حصل من أجر صلاته على العشر، وفي الحديث، أن منا من يصلي الصلاة كاملة ومنا من يصلي النصف، ثم اختتم بالعشر. فاجتهد، نريد طوفانا تعبديا؛ فرائض ثم نوافل.