عاجل

السفير المصري بأمريكا: القاهرة لا تزال تواصل تحذيرها من مخاطر خنق آمال وتطلعات شعب بأكمله

  • 13
الفتح - السفير معتز زهران

ألقى السفير معتز زهران سفير مصر بواشنطن كلمة مؤثرة  خلال الاحتفال بالعيد الخمسين للقوات المسلحة المصرية.

في بداية كلمته، وجه السفير زهران الشكر إلى أعضاء القوات المسلحة المصرية  مؤكدًا أهمية هذه اللحظة المحورية في تاريخ مصر.

ركز زهران في كلمته على النصر الباسل في حرب أكتوبر 1973، مشيرًا إلى أن هذا الانتصار ليس مجرد ذكرى تاريخية لكنه رمز للأمل والتحول الوطني.

وفي إشادة قوية بالقوات المسلحة، أكد السفير زهران أن تأثيرها لم يقتصر على الدفاع عن البلاد، بل شمل رسم خريطة المستقبل الذي يسعى الشعب المصري لتحقيقه.

وتوجه بالشكر للحضور لتقديم التقدير الواجب لواحدة من اللحظات المحورية في التاريخ المصري: العيد الخمسون للقوات المسلحة المصرية، والذي يخلد ذكرى نصر السادس من أكتوبر 1973.

وقال إن تلك اللحظة لا تقف قاصرة عند كونها تغمرقلوبنا بمشاعر الفخر، ولكن صداها يتردد في العالم كله، باعتبارها تجسيداً لمرحلة تحول من فقدان الأمل إلى اكتمال الرجاء. خمسون عاماً مضت، وشعبنا لم يكتف بالدفاع عن سيادته وسلامة أراضيه، ولكنه أبحر أيضاً في مسارات اكتشاف مستقبل يملؤه السلام.

وأضاف زهران "وإلى القوات المسلحة المصرية، التي هندست وكانت وراء هذا النصر، اقول لكم إن امتنانا لكم تعجزهالكلمات. إن حميتكم وغيرتكم على الوطن، والحنكة الاستراتيجية، والبراعة الاستثنائية والدراية العملية لم تتضافر فقط لتحمي مصر أرضاً وشعباً، ولكنها وضعت الأسس الواجبة للمستقبل الذي أمكن من خلاله للتقدم وللتنمية أن يزدهرا في ربوع هذاالوطن، وفتحت المجال أمام إثراء حياة كافة أبناء هذا الشعب، ناهيك عن تأمين المسار المرجو نحو الرخاء والتقدم لأجيال وأجيال.

ومع إشادته بالبطولات العظيمة في الماضي، لم يغفل السفير  معتز زهران عن التحديات الراهنة، وخاصة الأزمة في غزة، وأعرب عن استنكاره للمأساة الإنسانية هناك ودعا إلى وقف فوري للأعمال العدائية وتحقيق العدالة والسلام.

وقال "اليوم فإن هذه الخواطر والمشاعر الاحتفالية لا ينتقص منها سوى الأزمة المفزعة في غزة، حيث استشهد 11 ألفاً من المدنيين في مجازريومية، وجلهم من النساء والأطفال. إن عدم الاكتراث لحرمة الحياة الذي نراه، والتجاهل لمقتضيات القوانين الدولية، بل وللحدالأدنى من قيم الإنسانية والكرامة واللياقة، إنما يفرض ضرورة التحرك الفوري لوقف هذه المأساة.

 وشدد سفير مصر بواشنطن لزاماً علينا جميعاً أن ندين الخسائر في أرواح المدنيين الذين قضوا نحبهم في حملة انتقامية غاضبة وعشوائية وغير متكافئة. فمع وجود 30 ألف مصاب ونزوح ما يقرب من نصف أهل القطاع بشكل قسري، فلا يستقيم أن نخمد ضميرنا الإنساني الحي وأن نتجاهل مسئوليتنا الجماعية للمناداة بوقف فوري لكافة الأعمال العدائية والدفع بوقف فوري لإطلاق النار.

وأوضح زهران إن مفهوم "الدفاع عن النفس" يبدو مفهوماً أجوف في وجه هذا الاستبداد اللعين، وفي وجه هذا الموت وهذاالدمار، فضلاً عن كون تطبيقه بهذا الشكل لا يمكن تبريره عندما يتصل السياق بأرض محتلة أو أراض محاصرة! إن الدعوة لوقف إطلاق النار بشكل فوري لا ينبغي أن يكون موقفاً تفاوضياً، ولكنه حتمية أخلاقية!  كما أن المساعدات الإنسانية لقطاع غزة غير المقيدة والآمنة والمستدامة ينبغي أن تتدفق بشكل فوري دون أي عوائق من خلال المعابر المختلفة للتخفيف من المعاناة التي تعجز صرخات الألم عن وصفها، وللتخفيف من وطأة الغضب والألم والحزن التي باتت غالبة على الشعب النازف في غزة.

وتابع:"وكما تشي وقائع الأمور، تقف مصر بحزم ويقظة إزاء دائرة العنف والدمار التي تكشف عن نفسها شيئاً فشيئاً. ولكنها بجانب ذلك الحزم، فإنها لا زالت تدعو إلى السلام، وتعمل على تيسير نفاذ المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، وتضمن المرور الآمن للمواطنين الأجانب، إن تلك الأفعال التي تنم عن قيادة واعية، إنما تعكس محاولاتنا لمنع انزلاق الشرق الأوسط برمته إلى هاوية مظلمة والتي ستتضاءل إلى جانبها، لا سمح الله، مآسي الوضع الحالي".

وتابع  زهران "ولا زالت مصر تواصل التحذير من مخاطر خنق آمال وتطلعات شعب بأكمله. ولذا أكدنا باستمرار أنه عندما تتحطم الأحلام، وتسحق التطلعات، وتسكت الأصوات، فإن تلك الأيادي والحناجر لن تجد أمامها من طرق التعبير سوى أكثرها مأساوية واضطراباً. ولن تستطيع جدران الاحتلال أن تمنع صرخات الشعب المضطهد من أن يتردد صداها.

وأكد السفير معتز زهران إن محنة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ أكثر من سبعة عقود من الاحتلال، والتي خبر الشعب الفلسطيني خلالها ممارسات شملت التوسع الاستيطاني وإخلاء المنازل وهدم الصروح (المنازل والمساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس)، ومصادرة الأراضي والاستيلاء عليها وتسويتها، بالإضافة إلى السياسات والممارسات الاستفزازية التي لم تتوقف، تعزز حتماً من روح المقاومة الغاضبة والشرسة، وتغذي وللأسف دائرة من الكراهية والعنف والتطرف. إن الأحداث التي نشهدها اليوم تذكرنا بأن السلام الدائم لا يمكن الاستدلال عليه بصمت فوهات البنادق فحسب، ولكن ما يشهد على وجوده في حقيقة الأمر هو شيوع العدالة وسيادتها

وقال ومن ثم، فبصفتي الاعتبارية كسفير مصر لدى الولايات المتحدة، فإنني أناشد المجتمع الدولي للوقوف معنا. دعونا نستنهض روح السادس من أكتوبر، عندما نهضت مصر لتنفض عنها غبار المعارك، وتتجه إلى مستقبل مشرق تنتصب أركانه ليس فقط على قواعد من السلام والازدهار والتقدم، ولكن قبل كل شيء، على الكرامة الإنسانية.

 واختتم  السفير معتز زهران كلمته  قائلا فلتكن هذه الذكرى الخمسون ليس مجرد احتفال بانتصارات الماضي، بل حافزًاملهمًا لعصر جديد من التعايش والسلام.