"حزب الله" يواصل التبرؤ من "طوفان الأقصى"

خطاب نصرالله الثاني.. تثبيت لخطوط الاشتباك ودفاع عن إيران

  • 57
الفتح - طوفان الأقصى

في خطابه السبت 11 من نوفمبر، أطلّ حسن نصرالله، زعيم ميليشيا حزب الله اللبنانية على جماهيره للمرة الثانية خلال وقت قصير، فيما كان كثيرون يعتقدون أن خطابه الجديد سيقدم إضافة إلى الخطاب المخيب للآمال في الثالث من نوفمبر، لكنه لم يفعل، واكتفى تكرار التهديدات والتحذيرات للكيان الصهيوني، ومطالبة الولايات المتحدة الأمريكية بوقف الحرب على غزة، والتنديد بالقصف الإسرائيلي الوحشي. 

يشير مراقبون إلى أنّ الخطاب الثاني جاء تأكيدًا لمضمون الخطاب الأول ورسائله القاطعة التي أعلنت تبرؤها من عملية طوفان الأقصى، وأن العملية تمت من غير تشاور مع حزب الله أو إيران، وهو ما دفع نصرالله في الخطاب الثاني إلى التأكيد على أنّ حزب الله هو جبهة ضاغطة، وليس بصدد الدخول في حرب مفتوحة مع الكيان المحتل. 

من جهته، قال محمد عليّ، الباحث المختص بالشأن الإيراني، إنّ الخطاب الثاني لنصرالله لم يقدم جديدًا، بل واصل التأكيد على الرسائل التي بثها في الخطاب الأول، أنّ العملية كانت فلسطينية بالكامل وهو محاولة لرفع الثقل الأخلاقي عن كاهل ما أسموه بحركات المقاومة، التي لم تخض الحروب إلا في الساحات العربية في سوريا واليمن والعراق.

وهو ما أكده عضوان الأحمري، المحلل السياسي السعودي، في تغريدة له بالقول إنّ "الغفوة الشعبوية ستستمر، حسن نصر الله أداة ضعيفة، قوته على المدنيين في لبنان وسوريا، ظهر يعترف أنه لا يستطيع فعل شيء لأن أمريكا هددت بالرد.. مقاومة من إذاً؟ أشفق على جمهوره الأعمى الذي بدأ يحلل ويتوقع وفي الأخير تحول لخطاب كوميدي بامتياز ومتاجرة بمعاناة أهل غزة"

تهديد بلا أفعال

لقد شدد نصرالله في خطابه الثاني على تبرير موقف الرئيس السوري بشار الأسد من الحرب، لافتًا إلى أنّ صمته على الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة يرجع إلى حربه على ما أسماه الإرهاب، كما حاول تلميع وجه إيران وتصديرها بصورة الداعم للمقاومة بالمال والسلاح.

في هذا السياق، يشير حازم العبيدي، المحلل السياسي العراقي، إلى كون نصرالله آلة دعائية لتلميع وجه إيران وميليشياتها في الإقليم، قائلًا: "لو كانوا صادقين في ادعاءات نصرة قضية فلسطين وتحرير المسجد الأقصى، لماذا لم يشاركوا في المعركة"، كاشفًا عن سقوط سردية المقاومة والممانعة، مشددًا على أن سلاح الفصائل الإيرانية هو أداة بيد النظام الإيراني.

سلاح المقاومة.. مصدات إيرانية

أما المحلل الكويتي نواف العجمي، فقد حدد دور الميليشيات الإيرانية في 3 مهام رئيسة هي: تدمير الدول العربية والسيطرة على مقدراتها لصالح إيران ومشروعها، ومسار للنفوذ الإيراني كورقة للتفاوض مع الغرب في حال الجلوس على طاولة مفاوضات، والسبب الثالث هو عمل هذه الميليشيات كمصدات متقدمة في حال اختلافه مع الغرب، مشددًا على أنّ هذه الميليشيات هي مصدات لحماية إيران ولا يمكن أن تكون رأس حربة ضد إسرائيل.

وتابع العجمي أنّ الوقائع الحديثة تؤكد استخدام السلاح الإيراني ضد الدول العربية، والتخادم مع المحتل الأجنبي وهو ما جرى في الحرب الأمريكية على العراق، بالتعاون مع إيران، وكذلك موقف حزب الله من الحرب السورية، وانقلاب الحوثي على الدولة اليمنية. 

حدود التدخل

وسط النداءات على استحياء التي وجهتها فصائل المقاومة داخل فلسطين إلى محور المقاومة والممانعة، لم يأتِ التدخل إلا في حدود متواضعة، مناوشات على الحدود الشمالية من قبل حزب الله، وقصف في محيط القواعد الأمريكية في العراق من قبل الحشد الشيعي، واستعراض حوثي بإطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل.

يقول طاهر أبو نضال، المحلل السياسي الأحوازي، إنّ كل هذه المناوشات لا تُغير أي شيء في واقع المعركة على الأرض، وأنّها جاءت لحفظ ماء وجه إيران وميليشياتها بعد سنوات من الادعاء بأنّ سلاح الميليشيات جاهز لنصرة المسجد الأقصى، وهو ما أثبت الواقع كذبه، وأنّ سلاح الميليشيات موجود لتدمير الدول العربية وتنفيذ الأوامر الإيرانية. 

وشدد أبو نضال أنّ إيران لن تدخل الحرب ضد إسرائيل، وستواصل التصريحات النارية وفقط، على أمل أن تنتهي الحرب بأي نتيجة، مؤكدًا أنّ حرب إسرائيل ليست مشروعًا إيرانيًا، إنما مشروعها الحقيقي هو التخادم مع القوى الاستعمارية لتقاسم المقدرات العربية، وقضم المزيد من الأراضي العربية.