قال يحيى الصافي، الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية: في عالم تحكمت فيه كيانات اليهود الاقتصادية والإعلامية في كل حكومات الاتحاد الأوروبي وأمريكا، ومن تبعهم من الحلفاء الآسيويين؛ فإنه بلا شك سوف يستمر إرهاب المستوطنين؛ لأن طبيعة المستوطن اليهودى أنه يأتى تحت إغراء الكيان الصهيونى لكل من ثبتت يهوديته من مختلف دول العالم، خاصةً اليهود الإشكيناز ذوى الأصول الأوروبية؛ وهي شريحة تحمل في نفسها إجرامًا وتطرفا مع إحباطات نفسية وفشل عملي في بلادهم الأصلية.
وأضاف "الصافي" -في تصريحات خاصة لـ"الفتح"- أن هؤلاء هم الصيد الثمين للكيان الصهيوني المحتل؛ ليتم استقدامه وإعطاؤه الجواز الإسرائيلي فى 24ساعة، إضافة إلى السكن والراتب المغري والعمل، ثم تسليحه ليزاحم أهل الأرض الفلسطينيين ويتحرش بهم تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية.
وتابع: لقد تطور الأمر إلى قتل الفلسطينين غدرًا، لا سيما في الضفة الغربية، وبلا شك سوف يزداد الأمر مع الشحن الإعلامي للآلة الإعلامية اليهودية وشرعنة جرائمها في غزة، وكذلك الضغط السياسي على حكومة نتنياهو من حلفائه في اليمين المتطرف.
واستطرد "الصافي": وفي الحقيقة لا ضمانات تؤمن حياة الفلسطينين إلا قلق الأمين العام والاتحاد الأوروبي وأمريكا تجاه جرائم المستوطنين، والقلق لا يغني شيئًا لكيان مجرم لا ينصاع لقانون دولي ولا لعهد أو ميثاق في عالم تحكمت فيه كيانات اليهود الاقتصادية.
وأردف الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية: أنه بخصوص الإمكانيات العملية التي في أيادي الدول العربية والإسلامية، فهي أكثر من أن تُحصرـ ولكن تبقى الإرادة التي يجب أن تُفعل قواها الناعمة، مستغلة في ذلك الغضب الشعبي بل والعالمي الذي يستنكر بكل قوة همجية الكيان الصهيوني، فضلًا عن أنه يجب على الدول الاسلامية -وهذا أمر ميسور- إنشاء صندوق دعم دائم لفلسطين، خاصةً غزة بعد هذا الدمار؛ لتكون الدولة الفلسطينية قادرة على الحياة، كما أن إعلان قيام الدولة الفلسطينية الآن أصبح ضرورة مع ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل؛ ليجتمع كيان الدولة الفلسطينية بشطريها (الضفة والقطاع)، وهذا الأمر نستطيع أن نقول إنه ضرورة وجودية لمقاومة المحاولات المستميتة للكيان الصهيوني في تصفية القضية الفلسطينية.