"داعية": دور المرأة المسلمة مهم في الدعوة إلى الله فهي الأم والأخت والابنة والزوجة

  • 28
الفتح - أرشيفية

قال الكاتب والداعية سعيد محمود: إن دور المرأة المسلمة يزداد أهمية إذا علمنا أنها تؤثر من خلال الأحوال التي تتنوع في وصفها، فهي إما أن تكون أمًا أو زوجة أو بنتًا أو أختًا؛ فهي باختصار: "الأم الداعية، والزوجة الداعية، والبنت الداعية، والأخت الداعية؛ فهي داعية للمجتمع كله".

وأوضح الكاتب والداعية الإسلامي -في مقال له عبر موقع "صوت السلف"- الأحوال الدالة على أهمية دور النساء في الدعوة، ومنها:

1- مكث الأبناء مع النساء لفترة أطول من الرجال، ويُراد من هذا: أن مِن مجالات الدعوة للنساء الأبناء، وأن لها تأثيرًا على الأولاد؛ بسبب كثرة المخالطة.

2- كون الأبناء أكثر التصاقًا بالأمهات من الآباء: وفيه إشارة إلى بعض المظاهر التي تعطي النساء هذه الميزة التي ينبغي اغتنامها في الدعوة إلى الله: "كثرة الخدمة والإعطاء - عواطف النساء ودموعهن التي تؤثر على قلوب الأبناء - حفظهن لأسرار الأولاد؛ لاسيما البنات" ومن الصور الإيجابية لتأثير الأمهات على الأبناء: عن إسحاق بن عبد الله عن جدته أم سليم -رضي الله عنها- أنها آمنتْ برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قالت: "فَجَاءَ أَبُو أَنَسٍ وَكَانَ غَائِبًا، فَقَالَ: أَصَبَوْتِ؟ قَالَتْ: مَا صَبَوْتُ وَلَكِنِّي آمَنْتُ بِهَذَا الرَّجُلِ، قَالَتْ: فَجَعَلَتْ تُلَقِّنُ أَنَسًا وَتُشِيرُ إِلَيْهِ قُلْ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، قُلْ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: فَفَعَلَ، قَالَ: فَيَقُولُ لَهَا أَبُوهُ: لا تُفْسِدِي عَلَيَّ ابْنِي فَتَقُولُ: إِنِّي لا أُفْسِدُهُ" (الطبقات الكبرى لابن سعد).

3- تأثير بعض الزوجات على أزواجهن: والغالب تأثير الرجال على النساء: قال الله -تعالى-: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ... ) [النساء:34]، لكن لا يمنع أن هناك كثيرًا من النساء لهن تأثير على الأزواج، ومن ذلك:

- تأثير بعض الزوجات يكون بالخير، وقد يغير أخطر القرارات: (وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (القصص:9).

- تأثير بعض الزوجات يكون بالشر: (قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (يوسف:25).

4- مكانة البنات المتميزة عند بعض الآباء، وأعظم مثال من محبة الآباء للبنات: قال -صلى الله عليه وسلم-: (فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي) (متفق عليه)، بل آثار محبة البنات تتعدى إلى الحفيدات: عن أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَؤُمُّ النَّاسَ وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ وَهِيَ ابْنَةُ زَيْنَبَ بِنْتُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى عَاتِقِهِ، فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا، وَإِذَا رَفَعَ مِنَ السُّجُودِ أَعَادَهَا" (متفق عليه).

5- مكانة الأخوات المتميزة عند بعض الإخوة، ويُراد من ذلك: أن كثيرًا من الرجال تكون الأخت عندهم في مكانة متميزة ويبذل من أجلها الكثير وربما كانت مستشاره ومحل أسراره، وهذا مجال دعوي للنساء صاحبات هذه المكانة.